
لم اعرف قيادات الشرطة بالصورة التي تمكنني من مدح او ذم أي منهم – ولكن ما قامت به إدارة السجل المدني من ضباط وجنود يستحق التحية والإحترام رغم ما وصفه البعض بالقصور في نافذة ما من النوافذ المختلفة .
وإدارة السجل المدني يجب أن تكرم وأن نقف جميعا إحتراما وتقديرا لها ليس لأنها منضبطة فحسب ، بل إنها حافظت على الهوية الوطنية بإستعادتها للسجل المدني حتي لا يفقد المواطنون هويتهم ، حافظت على هذا السجل الذي يمثل وجدان الأمة السودانية .
وما وجهه أحد الكتاب الصحفيين الذين لديهم ارتباطات بالعمل الشرطي من إنتقادات لعدد من الضباط في السجل المدني – لا يعدو ان يكون حالة غضب (شخصي) لعدم إكمال إجراءاته الخاصة من تحت التربيزة ، فقد نجد ملايين الأعذار لهؤلاء الضباط لتشددهم في الإجراءات المختلفة حفاظا على هذه الهوية التي سعي أخرون لطمسها ، فقد استعادت هذه الإدارة هذا السجل الحساس والمهم وحافظت على الأمانة وهي تقوم بذلك العمل الجبار .
وطبيعي في ظل هذه الظروف والأوضاع المعقدة التي تعمل فيها الشرطة عامة وإدارة السجل المدني على وجه الخصوص تتوجب علينا أن نجد لهم الأعذار ونقدر تلك الظروف القاسية التي يعملون بها وتكدس المواطنين في هذه الإدارة وضغوط العمل وإنقطاع التيار الكهربائي ورداءة الشبكة في بعض الأوقات _ هي ظروف واقعية ومعاشة لدي المواطنين _ فهي تمثل أيضا عوامل مؤثرة على أداء افراد الشرطة .
هنالك أيضا واقع يعيشه ضباط السجل المدني وهو عملية تدقيق الإجراءات وسلامتها حفاظا على ذلك السجل وتنقيته من رواسب الماضي يؤدي الي تأخير هذه الإجراءات وبطيئها من أجل سلامة الهوية الوطنية .
علينا جميعا أن ندرك أن الشرطة هي من واقع هذا الشعب ولكنها تواجه ضغوط وتكدس الملايين في إدارة من الإدارات لأن الحرب فرضت على المواطنين فقدان هويتهم الأمر الذي شكل عبء ثقيل على السجل المدني .
فنجد للذين اصابتهم سهام الإنتقاد الف عذر وأنهم أكثر حرصا على خدمة المواطن وفي ذات الوقت لن يفرطوا فيما أوتوا من أمانة ومسؤولية