كثيرون تناولوا ملف العلاقات السودانية المصرية من زوايا متعددة ، وأصبح هذا الملف أكثر وضوحا وعمقا من أي ملفات أخري .
وأعتقد أن الدبلوماسية الناعمة كان لها دور كبير تثبيت أركان هذا الملف وأخذ يتجه لأبعاد أخري أكثر عمقا وذو زوايا متعددة رسختها الدبلوماسية المصرية على مستوي يرتقي لمرحلة التكامل الحقيقي بين الخرطوم والقاهرة في كل شئ .
ومصر التي أختارت السفير هاني صلاح رئيسا لبعثتها في السودان وتعزيز ذلك بالمستشار محمد مجدي القنصل العام لجمهورية مصر العربية بالسودان لم يأت عبطا أو مصادفة ، بل يأتي إدراكا منها بأهمية الملف السوداني بالنسبة لمصر لأن السودان يعد عمقا إستراتيجيا مهما لها بجانب أن مياه النيل تعد من أبرز الملفات ذات الأهمية لشعب وحكومة مصر .
ويخفي على الكثيرين الجهود التي ظل يبذلها السفير هاني صلاح وطاقم بعثته ، الذي ظل يقوم بادارة هذا الملف بإستراتيجية الذكاء الدبلوماسي، الذي ظل غائبا لدي كثير من البعثات ، هذا الذكاء قاد الي نجاح مهمة السفير صلاح بنسبة عالية جدا ، والتي يقف خلفها الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصرية الذي سخر كل تحركاته الدبلوماسية لصالح الملف السوداني مما مكن من إفشال المخططات التي كانت تقف ورائها عدة دول ذات نفوذ قوي ومؤثر في الإقليم .
ومصر ومن خلال الدبلوماسية الناعمة والذكاء الدبلوماسي إدارت ملفها مع السودان بما يحفظ وحدته وتماسك مؤسساته الوطنية ولعبت دورا إستراتيجيا مهما رغم ما واجهته من ضغوط .
هذا الجهد المصري تجاه ملف السودان، وجهود السفير هاني صلاح والخطط التي رسمها المستشار محمد مجدي ومواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي وشعب مصر ، جعلت من مصر دولة أكثر أهمية للسودان من عدة عوامل من أبرزها :
* البعثة المصرية لم تغادر السودان منذ اندلاع الحرب في منتصف ابريل من العام 2023، بل ظلت بقيادة السفير هاني صلاح تقدم كل التسهيلات السياسية والإقتصادية والإجتماعية .
* الدولة الوحيدة التي لم تغلق حدودها مع السودان ، والتي ظلت مفتوحة لإستقبال السودانيين الفارين من الحرب
* ومصر هي الوحيدة التي أستقبلت ملايين السودانيين في أراضيها وفتحت مستشفياتها لهم لتلقي العلاج بنفس السعر الذي يتعالج به المواطن المصري .
* الرئيس السيسي قالها بوضوح إن السودانيين الذين دخلوا مصر ليسوا لاجئين بلد هم ضيوف عندهم ، والدليل على ذلك لم تقم مخيما واحدا لأستقبالهم فيه ، بل رفضت ذلك حفاظا على كرامة المواطن السوداني من إستغلال المنظمات الدولية لهم والتكسب من مخيماتهم .
* مصر هي الدولة الوحيدة التي سارعت بعقد مؤتمر دول الجوار السوداني بعد إندلاع الحرب بشهرين من أجل الوصول الي سلام وإيصال المساعدات الإنسانية .
* ومصر هي الوحيدة التي أستضافت القوي السياسية السودانية وعلى نفقتها من أجل وضع رؤية للحل .
* والقاهرة لا تزال تمثل شريان الحياة النابض للسودانيين الذين لم يفروا من الحرب من خلال مساهمتها في دخول المواد الغذائية للأراضي السودانية.