
إنَّ إهتمام الدولة بملف اللاجئين يأتي من منظور إستراتيجي وحمايةً للأمن القومي السوداني، وإنطلاقاً من مبادئ أخلاقية وإنسانية عُرف بها الشعب السوداني منذ ستة عقود، مِكراماً ومبادراً ومُستقبِلاً من إستجاروا به، فسجّلت صفحات التأريخ الدور العظيم لحكومة وشعب السودان وكان ذلك في منتصف الستينيات وحدودنا تستقبل خمسة ألآف زائيري وفي ذلك التوقيت لم يُصادق السودان على معاهدة جنيف 1951م ولا برتكولها الملحق 1967م لذلك نجد السودان صاحب الدور الريادي ليس في القارة السمراء فحسب وإنما في العالم أجمع فبرغم الأوضاع الإقتصادية إلاّ أن إفادات اللاجئين الحاضرة في مراكز الإستقبال وحمداييت تحديداً مثّلت حدثاً للإعلام الخارجي الذي شاهد دخول عشرات الآلأف من لاجئ التقراي وتستقبلهم المدينة الحدودية وعدد سُكانها ستة ألآف نسمة واللاجئين الإثيوبيين ثمانية عشر ألف وحينها تناقلت وكالات الأنباء العالمية: ( حمداييت تستقبل ثلاثة أضعاف سُكانها، فَفُتحت المنازل والمدارس ) المعابر والمعسكرات الدائمة كانت شهادة كافية بأنَّ المجتمع السوداني من مزيج نادر.
معتمدية اللاجئين المؤسسة الإنسانية، إحدى إدارات وزارة الداخلية، تشرف على ملف اللاجئين تستشرق عهداً جديداً بتعيين معتمد له خلفية إستراتيجية، والدولة تعلم تماماً أهمية الملف الإنساني والأمني فأسندت الملف لرجل له باع طويل في بحر الإستراتيجية، فتعيين الدكتور نزار التجاني معتمداً للاجئين يؤكّد الإهتمام لمجلسي السيادة والوزراء.
معتمدية اللاجئين ظلّت تُقدّم خدمات الحماية في المعسكرات وتقوم بعمليات التسجيل و بالتنسيق مع الشُركاء تساهم في توفير الإحتياجات وبرغم نقص التمويل إلاّ أنَّ السودان أوفى بكآفة إلتزاماته القانونية والأخلاقيه.