تصريحات جديدة لوزير الطاقة والتعدين حول قضية الكهرباء

الخرطوم – الحاكم نيوز

تقدم الباشمهندس خيري عبدالرحمن أحمد بالتهنئة للشعب السوداني ولكافة العاملين بقطاعات الكهرباء والتعدين والنفط بحلول عيد الأضحي المبارك داعيا المولي أن يعود علي الوطن والشعب والعاملين بالخير واليمن والبركات
وفي حديث صحفي حول الوضع الحالي للكهرباء وأهم القضايا أوضح وزير الطاقة والتعدين المكلف الكثير من النقاط، وابتدر حديثة بالتحية والشكر للشعب السوداني لصبره على الأزمة التي تسببت لهم في الازعاج كما أفاد بأن الوضع فعلاً كان مزعج ولهم الحق في التذمر ومن واجبنا أن نتقبل انزعاجهم ونعتذر لهم. وبالمقابل أيضاً وبحكم تواصلي اللصيق مع قطاع الكهرباء أشيد بجهود العاملين الوطنيين لاستمرارهم واجتهادهم اليومي في ظل هذه الظروف الصعبة وانتشار جائحة كرونا وشهدوا بانهم عملوا باستمرار على مدار الساعة لتأمين التيار المتوفر حالياً وكل هذه الجهود كانت بنكران لذاتهم في سبيل أن يأمنوا استقرار للتيار المنتج وربما هذا المجهود كان ظاهراً في استقرار التيار في بداية الموسم الصيفي كما شهد الجميع في شهر رمضان وكل ذلك تحقق بفضل مجهودات جبارة في تنفيذ الصيانات الشتوية في كل الشركات (التوليد الحراري والتوليد المائي والنقل والتوزيع) كل منهم بذل قصارى جهده لتحقيق هذا الاستقرار وظلوا على عهدهم المنشود ولكن العجز جاء بسبب مشاكل خارجة عن إرادتهم من نقص للوقود ومناسيب المياه وجائحة كرونا التي ضربت العالم وتسببت في تأخير الكثير من الأعمال والعقودات في جل أنحاء العالم وليس السودان فقط مما استوجب برمجة حجب التيار الكهربائي بشكل متساوي للمواطنين. واوضح سيادته بأنهم خرجوا في مؤتمر صحفي معتذرين للشعب السوداني وموضحين هذه المشاكل واعدين بمواصلة تكثيف الجهود لتخفيف الأعباء الناتجة في ظل أزمة اجتياح جائحة كرونا البلاد والتي ألزمتنا بالتركيز على استقرار التيار في القطاع الصحي وتوسيع شبكته وذلك لم يكن في الحسبان مما اضطرنا الى تأمين استقرار التيار الكهربائي للمستشفيات والمختبرات ومراكز العزل، وفي نفس الوقت كانت هناك حملة لدعم القطاع الزراعي لأنه مرتبط بالتنمية ومعاش الناس مما كان لزاماً علينا توفير اكبر قدر ممكن للقطاع الزراعي في ترتيباته للموسم الصيفي وبالتالي نتج عن كل ذلك مزيداً من القطوعات على القطاع السكني. أما في فترة امتحانات الاساس وبمجهودات من العاملين في القطاع سعينا لتأمين أكبر قدر من الاستقرار للتيار في الفترة الصباحية للطلاب في مراكز الامتحان مع تقليل قطع التيار المسائي الى ثلاث ساعات بدلاً من ثمانية ساعات.
كما أبان أن بانتهاجهم لمبدأ الشفافية كنا من الحين والآخر نخرج للمواطنين عبر وسائل الاعلام لتوضيح الأوضاع الراهنة ولتمليك الحقائق للمواطنين نظراً لأنهم شريك أساسي للقطاع.

الجدير بالذكر بان مع الصعوبات التي تمر عادة بالكهرباء في فصل الصيف وربما لتوضيح المعلومات أن قطاع الكهرباء به إدارات وأقسام اخرى تعمل على وضع دراسات وحلول لتحسين وضع القطاع والسعي به للتطور واللحاق بالمعايير الدولية. علي سبيل المثال العمل على تقليل الفاقد حيث كانت هنالك دراسة وضعها الألمان قبل 10 سنوات توضح أن الفقد بنسبة 25% من الكهرباء المنتجة وذلك نتيجة لأسباب فنية وهذا يعني أن الفقد الكهربائي يقارب (750)ميجاوات وهذا كان مستمر لفترة طويلة مما كان لزاماً علينا بذل مجهودات ضخمة من تركيب اجهزة لتقليل الفاقد مما ساعد الى تقليل الفاقد الى ما يقارب 13% وفقاً للدراسات المعدة حالياً مما وفر قرابة (360)ميجاوات وهي تقريباً تعادل انتاج محطة كاملة وهي جهود مستمرة وسوف تتواصل. وايضا من الجهود المستمرة استكمال محطة قري 3 بطاقة انتاج (530) ميجاوات وهنالك عمل جيد في تشييد الوحدة الاولى والثانية والتي تأخر تشغيلها نتيجة لجائحة كرونا لتأخر عودة الألمان عن الحضور في الزمن المحدد وفي انتظار عودتهم في اي لحظة وفي تقديرنا اذا عادوا في نهاية اغسطس سوف يكون دخولها للانتاج في نهاية يناير 2021م مما يقلل نسبة كبيرة جداً من عجز الانتاج الذي وصل (1000)ميجاوات في هذا الموسم. أيضاً بإذن الله سوف ندخل قبل مايو القادم محطة بورتسودان بانتاج (350)ميجاوات وبذلك نكون قطعا شوط كبير في تقليص العجز في موسم صيف 2021م،.
هذا غير المجهودات الجارية في الطاقات المتجددة، بالاضافة الى وضع الخطط والبرنامج للصيانات الشتوية استعداداً لصيف 2021م اذا توفر التمويل المطلوب خاصة وأن هناك بعض الوحدات في التوليد الحراري لم تتم صيانتها لعدة سنوات.
*وبخصوص التعرفة* ؛ لا بد من إصلاح التعرفة الموجودة حالياً لأنها أعدت قبل سنين وبها خلل فني في طريقة حسابها تفاقم مع الوقت وأضر بقطاع الكهرباء خاصة وأن التعرفة كانت بحاجة لوضع الكثير من المعايير مثل الاهلاك وانخفاض قيمة الاصول وتكلفة تطوير القطاع وغيرها من الاجراءات الحسابية ليستمر بصورة أفضل لتوسعة نطاق الانتشار داخل السودان وتطوير الخدمات بشكل يرضي الزبائن، وهنا أكد السيد الوزير بأن الكهرباء ليست سلعة تباع لتحقيق ربح من ورائها، ولا يجب أن تتدخل الدولة لدعمها. ولكن هي خدمة استراتيجية تقدم للدولة وهي تغطي تكلفتها فقط وليس أكثر ولكننا حالياً نعمل على دراسة للتعرفة بشكل صحيح يضمن استمرار القطاع وتطوره، حيث أن الخلل الفني في التعرفة سبب عجز كبير لا يمكننا تغطيته حاليا من دون مساعدة الدولة، وهذا خلل كبير وجاري اصلاحه مع وضع معايير الاستمرار في دعم الشرائح الضعيفة بسعر مخفض كما يستمر دعم القطاع الزراعي لأهميته الإستراتيجية للدولة وأكبر قطاع شعبي. كما استحدثنا في المعالجة الجارية قطاع الصناعات المتوسطة التي اضطرت لقفل المصانع الصغيرة والورش المتوسطة نسبة لارتفاع تكلفتها أو عدم توفر الخدمة. أما بقية القطاعات مثل الصناعات الكبيرة والتجارية والسياحية سوف تزيد تعرفتها بتدرج يمتد لخمس سنوات. كما أننا سوف نتبع النظم الدولية التي تتخذ التعرفة احد الادوات الفعالة لترشيد استهلاك الكهرباء لتحقيق مبدأ الشراكة مع الزبون: نزيد الانتاج من جانبنا ويلتزم المواطن بترشيد الاستهلاك من جانبه. وسيؤدي ذلك لتحقيق تيار مستقر ومستمر وتحسن في خدمات الصيانة والطوارئ ومتابعة آراء الزبائن، ولا بد من توضيح نقطة للمواطنين بأن لا نعني بالترشيد هو عدم التمتع بالخدمة ولكن المعنى الحقيقي للترشيد هو(الاستخدام الأمثل للتيار الكهربائي دون المساس براحة الزبائن).
وأختم حديثه مؤكدا مرة أخرى أن انقطاع الكهرباء مزعج وان كل شخص يعبر عن انزعاجه بشكل مختلف عن الاخر ونحن نحترم ذلك ونقدره ونطمئن المواطنين بأننا نبذل كل الجهود في تطور الكهرباء لتمتد في كل ربوع السودان لتحقيق التنمية، وأشكركم جدا واتمنى ان يتواصل الحوار وأن صفحتنا بوزارة الطاقة والتعدين متاحة للاستماع لأرائكم وكل عام وانتم بألف خير بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى