أخر الأخبار

قبل المغيب – عبدالملك النعيم احمد – الكهرباء…نقص القادرين

.
يبدو أن حل مشكلة الكهرباء في السودان مشكلة قديمة متجددة وقد زاد من حدتها ما أحدثته الحرب من دمار للبنية التحتية للكهرباء وضرب المليشيا المتمردة لعدد من محولات ومحطات الكهرباء مما ضاعف من معاناة المواطن كثيرا ومعلوم للجميع ارتباط محطات المياه بالكهرباء ذلك الربط الذي جعل اهل الكهرباء يتحصلون علي فاتورة المياه ضمن فاتورتهم ولا أحد يعلم هل يقومومن بواجبهم ويسددون تلك الفواتير المليارية لهيئة المياه أم أن لهم فيها مآرب أخري؟ لأن الشاهد أن الفاتورتين الكهرباء والمياه واللتان تدخلان في حساب الكهرباء لم تنعكس ايجابا علي آداء الكهرباء وهذا التردي في خدمات الكهرباء ليس بعد الحرب فقط وانما تردي قديم عاني منه المواطنون في العاصمة والولايات أما بعد الحرب فقد نسي الناس الكهرباء تماما لاكثر من عام ونصف متصلة داخل العاصمة وقرابة العامين في معظم ولايات السودان وحتي العاصمة الادارية للحكومة في بورتسودان لم تحظي بأي تمييز ايجابي في الكهرباء والمياه رغم تمركز كل اجهزة الحكومية الاتحادية فيها مع صيفها القاتل ورطوبة جوها المؤذية وتلك معاناة اخري…
شهدت ولاية البحر الاحمر وعدد من الولايات انقطاعا تاما ولمدة عشر ايام متواصلة للكهرباء وبالتالي تأثرت خدمات المياه وعاني المواطنون ماعانوا حتي شحن اجهزة الاتصالات صار مشكلة للكثيرين الأمر الذي أدي الي انقطاع التواصل بين الاهل والأسرة المبعثرة في شتي أصقاع الدنيا وتلك أشياء لا ينظر لأهميتها مسؤولو الكهرباء وربما لتمتعهم ببدائل اخري بالطبع لا تتوفر للمواطن العادي…
والمؤسف هو سبب هذا الانقطاع والذي اعترف به مسؤولو الكهرباء دون حياء وهو سقوط حاوية علي محولات الكهرباء بمدينة عطبرة؟؟ عذر كما نقول أقبح من الذنب نفسه يدل علي إهمال واضح وإستهتار بحياة المواطن..كيف يفكر من وضع الحاوية في هذا الموقع دون أن يضمن سلامة وضعها في هذا المكان؟ وهل ضاقت المساحات في مدينة عطبرة حتي يتم وضع الحاوية جوار محولات الكهرباء حتي يحدث ماحدث؟ واين هو المهندس المسؤول عن الكهرباء وعن المحولات من هذا العبث؟؟ لابد من المساءلة عما حدث ولا يجب العفو والتسامح في الحق العام كما يجب أن يسمع المواطن ويري نتائج التحقيق في هذا التصرف غير المسؤول…
بمناسبة الحديث عن الكهرباء شاهدت لقاء ببورتسودان جمع بين وفد الولاية برئاسة عبدالله أوبشار رئيس إتحاد أصحاب بالولاية ومقرر مؤتمر نظارات البجا ومدير عام الكهرباء ومساعديه نقل فيه مشاكل الكهرباء ومعاناة المواطنين وموتهم بسبب ضربات الشمس داخل بورتسودان ولكن الأهم كان صراحته ووضوحه في إلقاء اللوم علي مدير الكهرباء معددا تقصيرهم في عدة مواقع وطالبهم بالاستقالة اذا كان هذا حالهم وعجزهم عن توفير الحد الأدني من احتياجات الكهرباء بتوفير محولات احتياطية تستخدم عند الضرورة…وقد إتهمهم صراحة بجمع المليارات من الاموال من المواطنين دون ان يقدموا لهم الخدمات التي يتقاضون قيمتها مقدما…أعجبني استعداده لتقديم العون والمساعدة لقطاع الكهرباء متي ماطلب منهم ذلك بشرط أن يتحمل مسؤولو الكهرباء مسؤولتهم كاملة ويوظفون هذه الأموال لخدمة تحسين وتجويد الآداء في قطاع الكهرباء…وأنتقد أوبشار تعدد شركات الكهرباء بين توزيع وتوليد وغيرها وكأنها تعمل في جزر معزولة لا تنسيق ولا رابط وكل من هذه الشركات تلقي اللوم علي الأخري في حالة التقصير…ولم يغب عليه أن يذكرهم بالإهمال المتعمد لسقوط الحاوية علي المحولات في عطبرة دون أن تكون هناك محولات احتياطية..
إن وضع الكهرباء يستوجب أولا المساءلة عن هذا التقصير ثم مراجعة وضع شركاتها المتعددة وكيفية عملها واسعار الكهرباء مقابل ما يتلقاه المواطن من خدماتها…وحق المواطن علي الشركة والذي ينتظر شهورا كثيرة قبل ان تصله خدمات التوصيل والعدادات…وبالضرورة فصل فاتورة المياه عن الكهرباء فإن عجز مسؤولو المياه عن تحصيل فواتير خدماتهم فهم بالقطع غير جديرين بالبقاء في مواقعهم…فلا تذر وازرة وزر أخري..كل بتحمل مسؤليته كاملة تجاه الوطن وتجاه مؤسسته وتجاه المواطن وإلا فاليغادر موقعه غير مأسوف عليه…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى