أخر الأخبار

تنصيب التجاني موسى أميرًا عامًا للهوسا بالسودان بعد طي صفحة الخلافات

في يوم وصفه قادة القبيلة بأنه “يوم من أيام الهوسا الخالدة”، احتضنت مدينة بورتسودان مؤتمرًا صحفيًا مهمًا أعلنت خلاله أمة الهوسا بالسودان تنصيب البروفيسور التجاني موسى أميرًا عامًا على القبيلة، في ختام مبادرة توحيد شاملة قادها إدريس أبكر أبو زيتونة، وباركها أمراء الهوسا في كافة ولايات السودان.

الإجماع على الأمير والتوافق على وحدة الأمة

محمد نور الدين عبد الله، أمير الهوسا بالنيل الأزرق وممثل المبادرة، أكد أن اختيار الأمير العام جاء بعد ستة أشهر من الحوار والتشاور بين جميع أمراء القبيلة، وقال: “اجتمعنا واتفقنا وتوافقنا على الأمير التجاني موسى، فالهوسا قبيلة تاريخها عريق، وكانت لها إمارة قبل الإسلام، واليوم نُعيد إحياء هذا الكيان بالتوافق لا الفرض، وبالترشيح لا الوراثة.”

وشدد على أن الهدف من الوحدة هو خدمة الوطن، لا مواجهة أحد أو مزاحمة الآخرين.

أبرز مطالب أمير الهوسا التجاني موسى

في كلمته خلال المؤتمر الصحفي، طرح أمير عموم الهوسا بالسودان، البروفيسور التجاني موسى، مجموعة من المطالب الجوهرية، قال إنها تمثل حقوقًا مشروعة لأمة الهوسا، وهي:

المشاركة الفاعلة في السلطة والثورة، بما يتناسب مع الانتشار الكبير والوجود التاريخي للهوسا في السودان.
إرجاع المهجّرين قسرًا من النيل الأزرق إلى ديارهم الأصلية، بعد ما لحقهم من تشريد بفعل الحرب.
الاعتراف الرسمي بإمارة الهوسا ككيان موحد، له نظامه وهيئته، وممثل واحد باسم الأمير العام.
تمكين المرأة الهوساوية ودعم دورها، واصفًا إياها بأنها “من أفضل النساء في السودان”.
إبراز إسهامات الهوسا في بناء الدولة السودانية، منذ عهد المهدية، مرورًا بسنوات المجاعة، وصولًا لدعم القوات المسلحة في معركة الكرامة الحالية.

وقال الأمير موسى:
“الهوسا قبيلة مسالمة، تاريخها ناصع، لم تُسجل عليها مخالفات أو انقلابات، وآن الأوان أن نأخذ مكاننا الطبيعي في السلطة والمجتمع. نحن لا ننازع أحدًا، لكننا نطالب بحقنا الكامل بوصفنا جزءًا أصيلًا من هذا الوطن.”

رسائل وحدة وسلام وتضامن مع الدولة

من جهته، أكد عبد المنعم إدريس، أمير كسلا، باسم أمراء الولايات، أن ما تحقق يمثل نصرًا للإرادة الجماعية لأبناء الهوسا، وقال: “لسنا ضد أحد، بل نحن مع السودان، مع القوات المسلحة، مع الوحدة، مع الأمل.”

كما شدد عبد العزيز إبراهيم، أمير جنوب دارفور ونائب الأمير العام، أن اجتماع الهوسا لا يجب أن يُفهم كتهديد، بل كمبادرة لبناء الدولة، وقال: “مددنا أيادينا بيضاء، وقلنا بصوت عالٍ: نحن مع الوطن، مع القانون، مع الوحدة.”

الهوسا في السودان.. قبيلة تتنفس التاريخ

أمير الهوسا البروفيسور التجاني موسى لم ينسَ التذكير بأن الهوسا جزء من تاريخ السودان القديم، وقال إن:

الهوسا لهم جذور في أهرامات مروي وأثر في الحضارات القديمة.
شاركوا في دعم الثورة المهدية، وأسهموا في مواجهة المجاعات والكوارث.
لهم وجود عميق في أمدرمان وفي كل الولايات الثمانية عشر.
ختام المؤتمر.. عهد جديد يبدأ من بورتسودان

اختُتم المؤتمر بإجماع الحضور على أن هذه اللحظة بداية جديدة لأمة الهوسا، تقوم على الوحدة والتنظيم والعمل لصالح الوطن.
وأكد الجميع أن الهوسا ستظل قبيلة مسالمة متحضرة تؤمن بالدولة والقانون، وتنبذ العنف والصراع، وتؤمن بالقرآن مرجعًا لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى