
شهدت القاهرة تدشين المشروع السوداني للسلام الاجتماعي الذي ابتدره السلطان الدكتور عثمان محمد يوسف كبر نائب رئيس الجمهورية السابق وبمشاركة شاملة لكل الوان الطيف السياسي والمجتمعي المدني والثقافي والرياضي وقد كانت المشاورات التي سبقت تدشين المشروع قد شهدت حضور كل هذه الفئات لفعاليات وضع وثيقة المشروع التي اعدت بعناية فائقة لتكون نبراسا يهتدى به في عودة البلاد سيرتها الأولى في الاستقرار والسلام والتعايش حيث ركزت الوثيقة في هدفها العام على استعادة وتعزيز التعايش السلمي والتراضي الاجتماعي بين مكونات المجتمع السوداني اما الأهداف الخاصة فقد ركزت على اصلاح البيئة المجتمية وتقويم المعاملات الاجتماعية السيئة التي نشأت بسبب الحرب مع تجديد الثقة وإعادة بناء وترميم العلاقات الاجتماعية واحياء قيمة القبول بالآخر والتسامح كما ركزت على الحد من ظاهرة تعالي نبرة خطاب الكراهية والدعوة للفرقة والشتات مع تجاوز الاحقاد والمرارات وإنشاء ودعم تكايا الطعام واحكام التنسيق والتعاون مع جهات العمل الانساني والطوعي والمساهمة في برامج تخفيف حدة الفقر كما ركزت على نبذ ظاهرة المفازعة والمناصرة العمياء وانكار الحقائق ومحاولات الافلات من العقاب ودعم مساعي تعزيز وتقوية قيمة التكافل الاجتماعي .كل ذلك لأن السلام الاجتماعي يمثل مدخلا اساسيا لوقف الحرب وتجاوز مراراتها لذلك كان هذا العمل مشروعا للسودان كله ولاياته وقطاعاته الاجتماعية المختلفة ومنظماته المدنية والاهلية
وقد منح المشروع مساحة كبرى للجامعات ومراكز البحوث لأنها تلعب دورا حيويا من خلال بناء ثقافة السلام وتعزيز التفاهم والتعايش وتدريب قادة المستقبل على حل النزاعات من خلال التعليم المركز على ثقافة السلام والتعايش والبحث العلمي. وبمثلما كانت المراكز العلمية تلعب دورا كبيرا في صنع السلام فانه في بعض الأحيان تلعب المراكز المعادية دورا في خلق النزاعات مما يؤدي للفتن والحروب لذلك سعى القائمون على المشروع لأن يعمل أساتذة الجامعات والباحثون من خلاله وعبر لجنة البحوث بوضع دراسات علمية سودانية خالصة تعيد البلاد سيرتها الأولى سلاما واستقرارا بإذن الله.