أخر الأخبار

سمية سيد تكتب : مصر واجتماعات الرباعية حول السودان

ذكرت ” سودان تربيون” نقلا عن دبلوماسي غربي ان القاهرة اشترطت مشاركة ممثلين عن الجيش السوداني مما تسبب في تاخير عقد اجتماعات اللجنة الرباعية التي تضم السعودية والإمارات ومصر والولايات المتحدة الأمريكية والتي دعا لها وزير الخارجية ماركو روبيو بواشنطن بشان الحرب في السودان.

برغم الإصرار الأمريكي على مشاركة القوى السياسية والمدنية في قائمة صمود . إلا ان مصر التي تقف بشدة مع الشرعية في السودان تؤكد عن قناعة بان اي حلول سياسية او تفاوض بخصوص الحرب في السودان يتجاوز ممثلي الحكومة السودانية لن يكتب له النجاح.

واضح ان مصر تستعد للعب دور بالغ الأهمية في الاجتماعات الرباعية التي دعت إليها الولايات المتحدة الأمريكية لمناقشة الأزمة السودانية. نظرًا لموقعها الجغرافي الحيوي، وعلاقاتها التاريخية المتجذرة مع السودان، ومصالحها الأمنية والاقتصادية المباشرة، فإن القاهرة مؤهلة بشكل اكبر من غيرها للمساهمة بفعالية في جهود حل النزاع وتحقيق الاستقرار في السودان.

مصالح مصر في استقرار السودان ترتبط ارتباطًا وثيقًا بعدة عوامل رئيسية وهي معلومة خاصة فيما يتعلق بالامن القومي حيث يعد السودان عمقًا استراتيجيًا لمصر. وان أي اضطراب أو عدم استقرار في السودان يؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي المصري، خاصة فيما يتعلق بحدودها الجنوبية ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.وتسرب مليشيا الدعم السريع التي يمكن ان تنقل الفوضى لدولة مستقرة كما دولة مصر .

هناك أمن الحدود اذ تشترك مصر والسودان في حدود طويلة، مما يجعل استقرار السودان ضروريًا للسيطرة على حركة الأفراد والبضائع ومنع أي تسلل قد يهدد الأمن الداخلي المصري.

قضية سد النهضة قد تؤثر الأوضاع في السودان بشكل مباشر على قضية سد النهضة الإثيوبي وتنسيق المواقف المتعلقة بالمياه. وجود حكومة مستقرة وفعالة في السودان يدعم الموقف المصري في مفاوضات المياه.

التداعيات الانسانية فمصر تستقبل أعدادًا كبيرة من اللاجئين السودانيين الفارين من حرب مليشيا الدعم السريع مما يضع ضغطًا على مواردها وخدماتها. وبلا شك ان استعادة السلام في السودان ستساهم في عودة هؤلاء اللاجئين وتخفيف هذا الضغط.
العلاقات التاريخية والشعبية بين مصر والسودان الممتدة لقرون، وهناك روابط اجتماعية وثقافية قوية بين الشعبين. هذا الارتباط يفرض على مصر مسؤولية أخلاقية وسياسية تجاه استقرار جارتها الجنوبية.

في سياق سعي مصر لاستقرار السودان دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي للتحرك لاحتواء ازمة المثلث الحدودي التي احتلتها مليشيا الدعم السريع والتي أثارت قلقا مصريا بالغا لما تمثله منطقة المثلث من نقطة امنية بالغة الحساسية .
لتطويق الأزمة عقد الرئيس السيسي في ٣٠ يونيو المنصرم عدة اجتماعات بمدينة العلمين بشكل منفرد مع رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان واللواء خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي والمتحالف مليشيا الدعم السريع
استطاع الرئيس السيسي من تهدئة الأوضاع وتطويق الأزمة الحدودية ، مع التركيز في المحادثات مع حفتر على ضرورة ازالة القوات الاجنبية والمرتزقة من ليبيا

الأوراق المصرية لتعزيز فرص نجاح الاجتماعات كبيرة ويمكن ان تلعبها لصالح استقرار السودان والمنطقة .. مصر لديها عدة أوراق قوية تمكنها من تعزيز فرص نجاح الاجتماعات الرباعية تتمثل في العلاقات المباشرة مع الأطراف السودانية و مختلف الفاعلين في المشهد السوداني، بما في ذلك الجيش والقوى المدنية والفصائل المختلفة. هذه العلاقات تتيح لها قناة اتصال مباشرة وتأثيرًا على جميع الأطراف ذات الصلة بحل الأزمة
لمصر تاريخ طويل في الوساطة وحل النزاعات الإقليمية، مما يمنحها القدرة على طرح حلول عملية ومستدامة.
كذلك بصفتها دولة محورية في المنطقة، يمكن لمصر حشد الدعم الإقليمي والدولي للجهود الرامية إلى حل الأزمة السودانية.

تفضل مصر عادة نهج الدبلوماسية الهادئة والمباشرة بعيدًا عن الأضواء، مما قد يكون فعالًا في بناء الثقة بين الأطراف السودانية وتشجيعهم على التفاوض.
* طرح مبادرات عملية اذ يمكن لمصر أن تقدم مبادرات بناءة تركز على وقف الحرب وتوصيل المساعدات الإنسانية، وبناء عملية سياسية شاملة .
من خلال هذه الأوراق، يمكن لمصر أن تلعب دورًا حيويًا في توجيه الاجتماعات الرباعية نحو نتائج ملموسة تخدم مصالح الشعب السوداني وتسهم في استقرار المنطقة ككل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى