
كلام سياسية الصافي سالم
يُعتبر النجاح هدفًا يسعى إليه الكثيرون، وغالبًا ما يُنظر إليه كعلامة على التفوق والتميز. ومع ذلك، قد يبدو الأمر غريبًا، لكن النجاح في حد ذاته قد يكون مصدرًا للإزعاج والقلق، خاصة عندما يتجاوز توقعات الإنسان أو يسبب له تحديات جديدة.
في عالم السياسة والإدارة، يمكن أن يكون النجاح مصدرًا للفخر والاعتزاز، لكنه في بعض الأحيان يتحول إلى عبء نفسي واجتماعي يسبب الإزعاج والضغط ويتحول إلي نجاح مزعج.
نستعرض هنا في هذا المقال ثلاث شخصيات بارزة تصدرت الترند للعام 2025م، نجحت في مهامها الموكلة إليها، لكن النجاح جاء مع تحديات وإزعاجات لم تكن متوقعة.
1. الدكتور جبريل إبراهيم وزير المالية والاقتصاد الوطني قاد الدكتور جبريل وزارة المالية والتخطيط الإقتصادي خلال مراحل دقيقة، حيث واجه تحديات كبيرة في إدارة الاقتصاد الوطني قبل وبعد الحرب حيث حقق الاستقرار المالي مما أنعكس علي معاش الناس خاصة موظفين الدولة بالرغم من الظروف الاستثنائية التي يعيشها المواطن السوداني
ونجاح جبريل في تنفيذ إصلاحات مالية وتقليل العجز مما جعله شخصية محورية في المجال الاقتصادي. وتحقق هذا النجاح في ضغط دائم من المجتمع والجهات ذات المصالح الشخصية حيث أصبح مطالبًا بالتوازن بين النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، مع الحفاظ على استقرار العملة وتحقيق رضا المؤسسات المالية الدولية
والمحلية
هذا النجاح جعل من الدكتور جبريل محورًا للنقد المستمر، وأدى إلى ضغط نفسي كبير عليهر حيث أصبح النجاح سلاحًا ذو حدين، يفرض عليه مسؤوليات أكبر ويحد من خصوصيته
2. الأستاذ سامي الرشيد – الأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة
عمل سامي على تنظيم موسم الحج للعام 1446، وحقق نجاحات كبيرة في تسهيل أداء الشعائر وتنظيم الحجاج والمعتمرين. نجاحه في إدارة هذا الملف الحساس وتوفير خدمات متميزة جعله شخصية نافذة تصدرت المشهد ولكن هذا النجاح فرض عليه مسؤولية كبيرة، حيث أصبح تحت مراقبة وسائل الإعلام والجهات المعنية، وواجه ضغوطًا مستمرة تساعده في التنظيم وتحسين الخدمات في الأعوام المقبلة.
النجاح المزعج هنا: أصبح النجاح عبئًا نفسيًا، حيث يشعر بأنه مراقب دائمًا ويتحمل مسؤولية أكبر، وأي تقصير بسيط قد يهدد سمعته أو نجاحه السابق.
3. الدكتور محمد أبو نمة – وزير المعادن
قاد أبو نمة قطاع المعادن وحقق نجاحات في تطوير التعدين وزيادة الإنتاج، مما ساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني. ومع ذلك، جاء النجاح مع تحديات بيئية واجتماعية، حيث واجه انتقادات من المجتمع المحلي والمنظمات البيئية، بالإضافة إلى ضغوط من الشركات الكبرى لتحقيق أهداف اقتصادية عالية مع الحفاظ على التوازن البيئي.
النجاح المزعج هنا: أصبح النجاح سببًا في توتر العلاقات وعبئًا نفسيًا، حيث يشعر بالمسؤولية الكبرى تجاه التنمية المستدامة، ويخشى أن يتسبب نجاحه في مشاكل بيئية أو اجتماعية.
ختاما هذه الشخصيات الثلاث، رغم نجاحها في مهامها، عانت من جانب مزعج للنجاح، حيث أصبح مصدر ضغط نفسي ومسؤوليات متزايدة وتوترات اجتماعية. النجاح في حد ذاته ليس دائمًا مصدر ارتياح، خاصة عندما يفرض على صاحبه أن يكون دائمًا في دائرة الضوء وأن يتحمل نتائج نجاحه وتحدياته.إنها تذكيرة مهمة لنا جميعًا أن النجاح ليس النهاية، وإنما بداية لمسؤولية أكبر. التوازن النفسي والواقعية في التوقعات ضروريان للاستفادة من النجاح بشكل إيجابي دون أن يتحول إلى عبء يعيق الطريق.