
بانتهاء يوم عرفة يكون الحجاج قد ودعوا موسم الحج 1446 هجرية الذي يُعد أحد أعظم شعائر الدين الإسلامي، حيثُ أستجاب المسلمون من جميع أصقاع الأرض لأداء فريضة الحج، تلك الرحلة الروحية التي تجمع بين عبادة القلب والجسد، وتربط بين المسلمين في أجواء من الإخلاص والتقوى.
ففي مثل هذا اليوم والشهر المبارك، اكتظت الأراضي المقدسة بالمؤمنين، الذين يلبّون نداء ربهم ويتوجهون إلى مزدلفة للمبيت بها ومن ثم إلي مني لرمي الجمرة الكبري ومنها لبيت الله الحرام لأداء طواف الأفاضة ثم يتوجهون مرة أخري إلي المبيت بمنى ليكملوا مناسكهم بكل خشوع وطمأنينة.
وفي هذا الموسم، استقبلت المملكة العربية السعودية أكثر من 2 مليون من الحجاج، الذين جاءوا من شتى بقاع الأرض، حاملين أملًا في قبول أعمالهم، وتلبية لنداء إبراهيم عليه السلام، الذي دعا الله أن يجعل هذا البلد آمناً ومباركاً، وأن يرزق أهله من الثمرات.
يقول الله تعالى في محكم التنزيل: “وَاذْنِ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ”،.
فهؤلاء الحجاج يأتون من كل فج عميق، يحملون قلوبًا خاشعة، وأملًا في مغفرة الذنوب وتطهير النفوس.
ولخدمة حجاج بيت الله الحرام، سخرت حكومة المملكة العربية السعودية جهودها، ووفرت جميع الوسائل لضمان أداء مناسك الحج بكل يسر وسهولة. فتم إصدار تصاريح الحج، وتوفير برامج توعوية، وتسهيل إجراءات الدخول، وتقديم الخدمات الصحية والإسعافية، لضمان سلامة الحجاج، وإتمام مناسكهم على أكمل وجه. فهذه الجهود تأتي في إطار حرص المملكة على أن تكون بيتًا آمنًا للمسلمين، ومكانًا يليق بمكانة هذه الشعيرة العظيمة.
وفي موسم حج هذا العام تتجلى أسمى معاني الإخلاص والتفاني في خدمة ضيوف الرحمن، حيث قامت البعثة السودانية للحج والعمرة بدورٍ عظيم في تسهيل أداء المناسك، وتوفير جميع سبل الراحة والطمأنينة للحجاج السودانيين، تحت قيادة وكفاءة الأستاذ سامي الرشيد، رئيس مكتب حجاج السودان وأعضاء البعثة من جميع ولايات السودان المختلفة بالتنسيق مع الملحقية الإدارية للحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية بقيادة دكتور عبد العزيز الصادق ومدراء المراكز
لقد برهنت البعثة السودانية على مدى الأعوام الماضية، أنها مثالٌ يُحتذى في التنظيم والخدمة، حيث تتولى مهمة الإشراف على ترتيبات السفر والإقامة والنقل، وتوفير الرعاية الصحية والإرشادات الدينية، لضمان أداء الحجاج لمناسكهم بكل يسر وسهولة، مع الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الصحية.
ويُعد الأستاذ سامي الرشيد من القيادات المتميزة، الذي يحرص على تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، ويعمل على حل جميع المشكلات التي قد تواجه الحجاج أثناء أداء مناسكهم، من خلال التواصل المستمر والتنسيق مع الجهات المختصة، لضمان رحلة حج ميسرة ومباركة للجميع.
وفي كل موسم، تتجدد روح الأمل والتفاني في قلوب العاملين في البعثة، الذين يسهرون على راحة الحجاج، ويحرصون على أن تكون رحلة الحج تجربة روحية فريدة، يذكرها الحجاج طوال حياتهم، ويشعرون فيها بأنهم في أيدي أمينة، تتطلع إلى رضا الله وخدمة عباده.
وفي الختام، نرفع أيدينا بالدعاء أن يتقبل الله من جميع الحجاج حجهم، وأن يكتب لهم الأجر والمغفرة، وأن يعم السلام والأمان علي السودان وبلاد المسلمين، وأن يوفق قيادات وخدمات البعثة السودانية، لمواصلة تقديم الأفضل دائمًا.
وكل الشكر والتقدير الزملاء الإعلاميين الذين كانوا في الموعد لتغطية أعمال حجاج السودان والشكر موصول لكافة خطوط النقل البحرية والجوية تاركو للطيران وبدر للطيران والعبارة واسا التابعة لوكالة بسام أحمد طاهر عفاشة التجارية وشركة كنذي الدولية للملاحة
حج مبرور وسعي مشكور، وذنب مغفور، إن شاء الله.
وفي الختام، نسأل الله أن يتقبل حجكم، وأن يغفر ذنوبكم، ويكتب لكم الأجر والثواب، وأن يعم السلام والأمان بلاد المسلمين، وأن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.