مهيرة معتصم تكتب : أبكي يا وطني العزيز

مهيرة معتصم تكتب
أبكي يا وطني العزيز
ببالغ الحزن والأسى.. يؤسفني إخطارك بأن أبناءك قد استحلو أكل لحوم بعضهم البعض..
باعوك بثمن بخس وقدمو أرواح بعضهم ع طبق من ذهب لألد أعدائك..
يؤسفني أنه ع الرغم من مساحاتك الشاسعة الممتدة الا أنها ضاقت بهم ضيق قُد إبرة! وخزت محيكها وهو يخيط ثوب أحلامه الذي لطالما تاق لاكتماله لارتدائه ليزدان به وهو بأبهى طلة تفتخر بها وهو يزين لوحتك..
اللوحة التي لطالما حلم بها جيل بعد جيل.. ع مر الأزمان الا انها تلطخت بالدماء.. وبل ارتوت بها
وطني العزيز..
نتلهف لتنهمر دموع الفرح.. بديلا عن دموع الحزن والأسى..
نتوق لأن نستشعر حلاوة نصرك وأنت بين أيدي أمينة..
أيد تشفق ترحم بعضها البعض.. دون أن تستلذ بمعاناة غيرها يخيم وجهها الحزن بمجرد ان تتخيل بأن جارها قد أصابها مكروه ما
كجسد واحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى..
وطني..
م أكرمك كرما يضاهي كرم الطائي وانت تحتضن أعداءك وتجود لهم بكل م تملك.. بالمقابل يعبثون.. يسرحون.. ويمرحون كلما استنجدت بهم.. غضو الطرف عن مواضع الألم فيك..بل ورقصو وأنت تُبتر أجزاءك الواحدة تلو الأخرى دون أن يرف لهم طرف
وطني العزيز..
ملامح السودنة لمحناها بين طيات الكتب.. في دواوين الشعر..
ضاقت الواسعة بأبناء بطنك.. وعلى قدر ضيقها اتسعت للغرباء فيك!!

وعلى الرغم من ذلك…
نأمل أن نراك كما سمعنا أو لم نسمع… مالم يخطر ع بال احد.. ولن يخطر..
في صورة تفوق حد الجمال…ان تخيب ظنون من ارادو بك السوء وان يجعل الله كيدهم في نحرهم
نأمل أن تُنفخ فيك روح الحياة مرة أخرى.. حياة ليست مقتصرة ع الخضرة وإنما بكل ألوان الطيف..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى