أخر الأخبار

الشيخ عاطف عبدالقادر … كلمة في حق البروفيسور كامل إدريس

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. عندما سمعت خبر تعيين البروفيسور كامل إدريس رئيسًا للوزراء، عن جدارة واستحقاق، عادت بي الذاكرة إلى ذلك اليوم، إذ خطبت الجمعة بالمصلين في مسجد قرن بأمبدة. فوجئت حينها برجل تكتسي ملامحه بالوقار، ويبدو عليه تواضع العلماء، تقدم نحوي خطوة، ثم احتضنني دون أن تغادره تلك الابتسامة، كدأب أهل السودان.
كان ذلك الرجل هو البروفيسور كامل إدريس، قطع كل هذه المسافة من بيته بحي الرياض في الخرطوم إلى أمبدة ليصلي معي صلاة الجمعة. وبقدر ما أسعدني ذلك، حظيت أيضًا برفقته، فقد ترك سيارته هناك وصعد معي سيارتي.
في الطريق، تحدثنا عن البلد ومشاغل الناس من حولنا وكيفية الخروج من الأزمة. كان كما لو أنه ينطق الحكمة في كلامه، حريصاً على تماسك المجتمع والحفاظ علي القيم الإسلامية، وكل ما يجمع الناس على كلمة سواء. شعرت بأنه يعي ما يقول، خاصة رؤاه الاقتصادية وتعاطيه مع الشأن السياسي.
كان البروفيسور كامل إدريس حينها أقوى مرشح لمنصب رئيس الوزراء بعد 25 أكتوبر 2021. وقال لي بالحرف “أتيت إلى هنا محبة في الله” ويقصد المسجد. فمن يرتاد المساجد يرجئ منه ، وقد دل ذلك الكلام الطيب على صدقه ونقاء سريرته.
أنا على يقين من أن هذا الرجل، بتوفيق الله، سيتمكن من جمع صف أهل السودان واختراق جدار الأزمة والنهوض بالوطن بعد معاناة تطاولت، وبلاء عظيم. لكن مع العسر يسرًا، وها نحن نستشرف عهدًا جديدًا. فعندما تضيق الأمور، يأتي الفرج بعدها.
فيا أهل السودان، هيا بنا نوحد كلمتنا ونجمع صفنا لننهض ببلادنا نحو مستقبل مشرق. السودان مليء بالخيرات، وحباه الله موارد غزيرة، وكان فقط ينقصه رجل المهام الصعبة. وهاهو البروفيسور كامل إدريس قد أتى، ونحن في أمس الحاجة لشخص بهذه المواصفات. نسأل الله أن يوفقه ويسدد خطاه، ويجري الخير على يده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى