أخر الأخبار

عصام حسن علي يكتب : الخرطوم تنتصر

في لحظة تاريخية خالدة، دوّى صدى النصر في سماء الوطن، مُعلناً تطهير ولاية الخرطوم من دنس مليشيا آل دقلو الإرهابية، وانتصار الإرادة الشعبية التي صبرت كما يصبر الأبطال، وآمنت بأن فجر الخلاص آتٍ لا محالة.

بعد شهور من المعاناة والمعارك، وبعد أن عبثت مليشيا الجنجويد بأمن العاصمة واستهدفت أهلها وأحياءها، جاءت ساعة الحسم، ورفرفت رايات النصر فوق أرض ظلت عصية على الكسر والانكسار. هذا النصر لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة تضحيات جسام بذلتها القوات المسلحة السودانية الباسلة، ومن ساندها من أبناء الوطن الأوفياء.

نصر الخرطوم لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل هو إعلان ميلاد جديد لوطنٍ عزيز، تخلّص من سرطان الفوضى ووباء التمرد. وطن رجاله صامدون كجباله، شامخون كنخيله، معطاؤون كنيله الدفّاق، لا يساومون على الأرض، ولا يفرّطون في السيادة.
لحظة إعلان الخرطوم نظيفة وخالية من التمرد كانت لحظة فرح كبرى عمّت الشوارع والأحياء، من بحري إلى أم درمان، ومن جبل أولياء إلى الجيلي، لم تكن فقط احتفاءً بالتحرير، بل كانت إعلان ولاءٍ متجددٍ للجيش، وبيعة وفاءٍ لوطنٍ نذر شعبه نفسه لحمايته.
هذا النصر هو وسام فخر على صدر القوات المسلحة التي أثبتت أنها درع الوطن وسياجه، والتي خاضت معركة الكرامة بروح الإيمان والوطنية الخالصة. واليوم، إذ نحتفل بهذا الإنجاز، فإننا نعيد التأكيد على أن السودان لن يُرهن، وأنه باقٍ بأرضه، وشعبه، ومؤسساته، ولن يكون ساحة للخراب ولا مطية لأطماع الخارج ويفتح صفخة جديدك يكتب فيها فجر السودان الحر الموحد المستقر.

سلامٌ على الشهداء، وتحية للمرابطين في الثغور، وها نحن نطوي صفحة سوداء في تاريخ الوطن، لنكتب فصلاً جديداً من الحرية والكرامة والسيادة.

الخرطوم إنتصرت… والسودان ينهض من جديد و يعود أقوى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى