
عبد النبي شاهين – الرياض
نقلت صحيفة « الكرامة » السودانية، عن مصادر مطلعة، اليوم الاثنين، أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، سيصدر قرارًا بتعيين كامل إدريس في منصب رئيس مجلس الوزراء، مع منح صلاحيات واسعة له.
وهذا سيطرح سؤلا مهما هو – كيف سيكون موقف احزاب قحت او تقدم او صمود ،بمختلف مسمياتها التي تدل على تشظيها ، من تعيين البروفيسور كامل ادريس رئيسا للوزراء وهو الرجل الذي ظل طوال مسيرته السياسية والفكرية والمهنية على مسافة واحدة من كل الأحزاب والحركات السودانية، وهو ما أهله في مراحل سابقة للتوسط بين فرقاء الأزمات السودانية ؟
هل ستفاجئ تقدم او صمود الشعب السوداني وتعلن ولو لمرة واحدة خلال هذا المنعطف التاريخي الحرج موقفا وطنيا بعيدا عن اطماعها الحزبية في السلطة وتصدر بيانا ترحيبيا بهذا التعيين لطالما ظلت تطالب دوما بحكومة مدنية مستقلة من الكفاءات الوطنية ؟ ام انها ستؤكد للشعب السوداني وللمرة الأف ان كل همها هو تقاسم السلطة وانها اذا اوكلت لغير مرشحيها سوف تناصبها العداء
الكل يعلم ان المرشح الرئاسي المستقل حائز على نحو عشرين شهادة دكتوراه فخرية من جامعات عالمية بالولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية والهند وبلغاريا ورومانيا وغيرها ، وأصدر عشرات الكتب والدراسات والمقالات في حقول متعددة مثل الحوار الأوروبي العربي– وفلسفة الحديث والسنة في القانون الإسلامي ونظرية الفعل الإنساني. كما أصدر كتبا متخصصة مثل: مسؤولية الدولة في القانون الدولي– النظام القانوني لنهر النيل– الملكية الفكرية أداة فعّالة في النمو الاقتصادي — التحكيم منظور لإقامة العدل، وغيرها
كما ان قيادة تقدم او صمود وحتى الحركات المسلحة يعرفون قبل غيرهم من هو البروفيسور كامل ادريس وماهي مؤهلاته العلمية والمهنية والأهم من ذلك يعرفون حياديته واستقلاله عن كل الكيانات السياسية والفكرية والايدولوجية والقبلية ، وفي هذه الأخيرة ألف كتابا عن ( مِلل و نِحل السودان شرقاً و غرباً و شمالاً و جنوباً ووسطا ) وقام بتحليل أسباب الفشل في إدارة هذا التنوع عبر تاريخ السودان بديمقراطياته الثلاث وشمولياته الثلاث.
ويرى بروف كامل ادريس في هذا الصدد ضرورة إستغلال هذا التنوع بواسطة الإمتناع التام عن إعلاء شأن فرقة ( قبيلة ) دون الأخرى و من خلال التوزيع العادل للثروة و إدارة الإقتصاد بشكل منصف، مؤكدا على أهمية إرساء ديموقراطية متزنة و إتخاذ التعايش السلمي آليةً لإدارة التنوع ، فهل سيجد السند والعون من المكونات السياسية والعسكرية السودانية لتطبيق نظرياته ام سيعملون على افشاله ؟
بروفسور كامل ادريس فضلا عن رصيده الفكري والعلمي والمهني والسياسي الضخم فانه يتمتع بشخصية كاريزمية قوية مثله مثل في ذلك مثل وزير شؤون مجلس الوزراء دفع الله الحاج علي ، لذلك فان كابينة القيادة في الحكومة المرتقبه ستكون عصية على الاختراقات الحزبية او الأجنبية او حتى سيطرة العسكر عليها بالرغم من انهم هم من اختاروها ، وهذا سيكون احد تجليات السياسة السودانية
المرشح الرئاسي الجديد لمن لا يعرفونه جيدا يتحدث اربع لغات عالمية بطلاقة الانجليزية و الفرنسية والاسبانية و الالمانية ، ونال الدكتوراه من امريكا عمل في الدبلوماسية السودانية ثم انتقل الى العالمية وتولى لدورتين رئيسا لأكبر منظمة تتبع للأمم المتحدة ، وهو يطالب دوما بضرورة التمييز بين معارضة الحكومات ومعارضة الوطن التي يعتبرها خيانة عظمى لا يجب ان تمر دون محاسبة
عمل كامل إدريس أستاذاً في الفلسفة والقضاء بجامعة القاهرة، وأستاذاً في القضاء بجامعة أوهايو، وأستاذاً في القانون الدولي وفي قانون الملكية الفكرية بجامعة الخرطوم. كما تم تعيينه أستاذاً فخرياً للقانون بجامعة بكين
ولعل من اهم مؤلفاته في هذه المرحلة كتاب اصدره بعنوان ( السودان 2025 : تقويم المسار و حلم المستقبل ) الذي تحدث فيهعن حقوق المستضعفين و الفقراء و ذوي الإحتياجات الخاصة و النساء و الأطفال و الأقليات العرقية و الدينية الذين أهملتهم سياسات اليوم و الأمس.
انتهى