عينت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) ضابطًا مخضرمًا، يعمل حاليًا رئيسًا لمحطة في الشرق الأوسط، ليتولى إدارة عملياتها السرية في جميع أنحاء العالم، بعد سحب المرشح السابق رالف جوف، كما ذكر تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.
وقالت الصحيفة إن مدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف “اختار أحد عملاء الاستخبارات، الذي لم يُكشف عن هويته لأسباب أمنية، يرأس محطة حساسة في إحدى دول الشرق الأوسط؛ ليكون نائبًا لمدير العمليات”، بحسب عدة أشخاص مطلعين على القرار.
وأشارت الصحيفة إلى أن مدير العمليات السرية الجديد يحظى بشعبية واسعة بين ضباط الوكالة.
ويُعد نائب مدير العمليات (DDO) أحد أهم المناصب في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، إذ يُدير برامج الوكالة السرية حول العالم، ويُشرف على تجنيد الجواسيس في الصين وروسيا وغيرهما.
مزيد من التجسس
وفق التقرير، من المتوقع أن يزداد نفوذ هذا المنصب مع تكثيف راتكليف تركيز الوكالة على التجسس؛ حيث نشرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مؤخرًا مقاطع فيديو باللغة الصينية كجزء من جهد غير مسبوق عبر الإنترنت لتجنيد الجواسيس في الصين، وفعلتها قبلها مع الروس.
وفي جلسة استماع في مجلس الشيوخ لتأكيد تعيينه، قال راتكليف إن وكالة المخابرات المركزية “ستجمع المعلومات الاستخباراتية، وخاصة الاستخبارات البشرية في كل ركن من أركان العالم، بغض النظر عن مدى الظلام أو الصعوبة”.
ونقلت “فايننشال تايمز” عن أحد المقربين من مدير وكالة المخابرات المركزية إن راتكليف يركز بشكل كامل على مهمة جمع المعلومات الاستخباراتية الأجنبية.
ويأتي اختيار مسؤول جديد للعمليات السرية، بعد أن طلب راتكليف من رالف جوف، وهو ضابط قضايا مُخضرم، العودة من التقاعد لتولي المنصب.
لاحقًا سُحب اسم جوف من المنافسة، وزعم البعض أنه سُحب لاعتراض البيت الأبيض على أنشطته المؤيدة لأوكرانيا أثناء تقاعده، لكن أحدهم أكد أن الأمر لا علاقة له بأوكرانيا.
لعبة الكراسي
في الفترة الأخيرة، يشهد مجتمع الاستخبارات الأمريكي حالة من التقلبات الشديدة، كان أبرزها تعيين مدير جديد للأمن السيبراني، والذي يُعد أحد التغييرات العديدة في قمة مجتمع الاستخبارات في عهد الرئيس دونالد ترامب.
ففي وقت سابق من هذا العام، أقال ترامب الجنرال تيموثي هو، الذي كان رئيسًا لوكالة الأمن القومي -المسؤولة عن المراقبة الإلكترونية- وكان أيضًا مديرًا للقيادة السيبرانية للجيش الأمريكي.
أيضًا، قامت تولسي جابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، بعزل مايكل كولينز من منصبه كرئيس لمجلس الاستخبارات الوطني، الذي يصدر تقييمات استخباراتية حول قضايا حرجة، بناءً على معلومات من مختلف أنحاء مجتمع الاستخبارات الأمريكي.
وبينما قال منتقدو الإقالة إن كولينز ونائبه أُقيلا لدورهما في إعداد تقرير يُقوّض مزاعم البيت الأبيض لتبرير إرسال أعضاء عصابة فنزويلية مزعومين إلى السلفادور، رفض مكتب جابارد هذا الزعم، قائلًا إن المسؤولين أُقيلا لـ “تسييسهما الاستخبارات”، كما نقل التقرير.
ونقلت “فايننشال تايمز” عمّن أسمتهم “مطلعين على الوضع” إن تعيين نائب مدير العمليات الجديد في وكالة المخابرات المركزية لا علاقة له بالتغييرات المثيرة للجدل الأخيرة داخل مجتمع الاستخبارات.
وأضافت المصادر أن مديري الوكالة الجدد غالبًا ما يختارون رئيسًا جديدًا للعمليات؛ لضمان ثقتهم به نظرًا لحساسية هذه الوظيفة.
وتكهّن البعض بأن راتكليف سيقوم بتغيير نائب مدير التحليل الحالي، لكن مصدرًا مطلعًا على الوضع صرّح للصحيفة البريطانية بأنه ينوي إبقاء هذا الشخص، الذي يعمل متخفيًا، في منصبه.
وأضاف أن أحد أسباب الإبقاء على رئيس التحليل الحالي هو “علاقة وطيدة” تربطه بمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الجديد (FBI) كاش باتيل، وهو بدوره أحد الحلفاء الرئيسيين للرئيس دونالد ترامب