في خطوة غير مسبوقة، أعلن كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، عن تنحيه مؤقتا في ظل تحقيق يجريه محققون من الأمم المتحدة حول مزاعم بسوء سلوك جنسي. تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه المحكمة أزمة وجودية، خاصة بعد إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين، مما زاد من الضغوط عليها.
وفي بيان صادر عن مكتبه، أكد خان أنه قرر أخذ إجازة حتى انتهاء التحقيق الذي يجريه مكتب خدمات الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة، مُعرباً عن التزامه بمصداقية المحكمة وضرورة ضمان نزاهة العملية. وقد أشار إلى أن قراره جاء في ظل التقارير الإعلامية المتزايدة حول القضية.
وكان خان قد تعرض لانتقادات من منظمات غير حكومية وموظفي المحكمة للمطالبة بتنحيه أثناء سير التحقيق، واعتبرت بعض هذه المنظمات قرار التنحي بمثابة خطوة نحو تعزيز مصداقية المحكمة وثقة الضحايا والجمهور.
تجدر الإشارة إلى أن التحقيقات تشمل قضايا عالية المستوى تتعلق بجرائم الحرب في النزاع الإسرائيلي على غزة والحرب الروسية على أوكرانيا. وقد أصدر خان أوامر اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مما زاد من تعقيد الأوضاع.
في الوقت الراهن، سيتولى نائبا المدعي العام مهامه خلال فترة غيابه، بينما يظل موعد انتهاء التحقيق غير واضح، مما يترك العديد من الأسئلة حول مستقبل المحكمة الجنائية الدولية وأثر هذه القضية على تحقيقاتها الجارية.