بقلم : – الرياض
عندما غنت فنانة الجماهير السودانية والارترية ندى القلعة اغنية ( شكرا من ارض الصمود لأرتريا الراعت العهود ) انتشرت هذه الاغنية خلال ساعات قليلة انتشار النار في الهشيم على كل منصات التواصل الاجتماعي ، واصبح الترند الاول خلال يوم واحد ، كان ذلك اصدق تعبير للحب اللامحدود الذي يكنه الشعب السوداني للرئيس الارتري اسياس افورقي شخصيا وللشعب الارتري عموما للموقف التاريخي الذي وقفوه مع السودان في محنة الحرب التي كشفت لهم الصديق من العدو وهذا لم يكن ليتحقق ولو بعد مائة عام لولا هذه الحرب ، وصدق المثل الذي يقول الصديق وقت الضيق(afriend in need is afriend indeed)
لقد كسب الرئيس افورقي والشعب الارتري الرهان التاريخي ، بينما خسرت كل الدول المجاورة للسودان باستثناء مصر هذا الرهان الذي سيسجله التاريخ بمداد من ذهب ، لأن حرب مليشيا الدعم السريع المجرمة موجه في الاساس ضد الشعب السوداني وليس ضد الجيش فقط ، وعندما فتحت ارتريا حدودها للسودانيين وعاملتهم معاملة مواطني الدولة كسبت عقول وقلوب الأمة السودانية وهذا هو الكسب الحقيقي لأن الحكومات تتغير ويأتي غيرها بحكم طبيعة الأشياء ولكن الشعب باق والتاريخ سينقل هذا الموقف الارتري الخالد للأجيال القادمة من السودانيين
تقول كلمات الأغنية التي تغنت بها فنانة السودان الاولى ندى القلعة ورددها السودانيون من خلفها :
شكرا من ارض الصمود
لأرتريا الراعت الحدود
الشعب والعالم شهود
افورقي ما باع الحدود
الفزعة يوم النزال
الليلة يوم شكر الرجال
وبالفعل الرئيس اسياس افورقي لم يبيع حدود بلاده مع السودان للأعداء ، رغم العروض المغرية التي قال انها قدمت اليه ، وهذا دين في رقبة الشعب السوداني الذي لن يسمح لأي نظام حكم يأتي مستقبلا للسودان عسكريا كان ام مدنيا ان يتآمر او يسمح لغيره بالتآمر على ارتريا ولو بعد مائة عام ، لأن التاريخ قد سجل للأجيال السودانية القادمة هذا الموقف البطولي الشجاع للرئيس اسياس افورقي في هذا المنعطف التاريخي الحرج والوعر الذي يمر به السودان
وعندما جاء في الاغنية عبارة ( الفزعة يوم النزال ،، والليلة يوم شكر الرجال ) ، فهي تشير الى ما رآه السودانيون بأم عينهم من تضامن ارتريا واستعدادها لمساندة الجيش السوداني والذي عبر عنه الرئيس افورقي بارسال قطع من سلاح البحرية الارترية في زيارة تضامنية الى بورتسودان في اواخر يوليو 2024م ، وتصريح رئيس الوفد الإرتري آنذاك إن زيارة هذه البوارج الحربية تهدف “لتأكيد وقوف إرتريا مع السودان في قضيته العادلة وقوله نحن نسعى لأن يكون هناك حلف استراتيجي قوي لمصلحة البلدين
ونقول للرئيس افورقي وللشعب الارتري ان الحلف الاستراتيجي بين بلدينا سوف يتشكل قريبا ولربما يضم معه مصر وفقا للمصالح الاستراتيجية للدول الثلاث ، كما ان السودانيين سيقاتلون صفا واحدا مع الشعب الارتري ضد أي عدوان يستهدف ارتريا لا قدر الله ، وكما قلت يا فخامة الرئيس من قبل للوفد الصحفي السوداني الذي استقبلته في اسمرا ( تشرفنا بالوقوف مع الشعب السوداني، ودول الجوار لا تعرف قيمة أن يكون لديك يد بيضاء على السودانيين، هذا ميراث ورصيد لأجيال لأنه شعب يحفظ المواقف جيدا، لم أتردد ولا لحظة في الانحياز للسودان، وركلت كل العروض ) وهذا الحديث هو حديث زعيم افريقي يعرف جيدا صفات الشعب السوداني في الوفاء ورد الجميل
اذكر عندما كنت طالبا في الجامعة وعضوا في سكرتارية اتحاد طلابها في احدى الدورات ، كنا كطلاب داعمين للثورة الارترية ننظم سنويا مهرجانا ضخما لدعم وتأييد الثورة ، وندعو احد قادة حكومتنا لمخاطبة الحشود الجماهيرية ، وكان قائد الثورة المناضل الثائر اسياس افورقي يخاطب الجماهير السودانية ، ثم نغني معا اغاني الثورة الارترية وغيرها من الاناشيد الحماسية الثورية
وعلى المستوى الشخصي اناشد جمعية الصداقة السودانية الإرترية بقيادة أمينها العام الأستاذ إدريس محمد سعيد ومجموعة من الاعلاميين والفنانين السودانيين لتنظيم مهرجان شعبي ضخم في العاصمة اسمرة بعنوان ( شكرا ارتريا ) لتصل الرسالة بشكل اعمق في اطار الدبلوماسية الشعبية