
دعت روسيا من خلال بيان أصدرته وزارة الخارجية، أطراف الصراع في السودان إلى وقف الأعمال العدائية وتكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية الرامية إلى حل الوضع.
وجاء في البيان “تعرب موسكو عن قلقها العميق إزاء المواجهات المسلحة الدموية المستمرة بين الجيش النظامي ووحدات من قوات الدعم السريع في جمهورية السودان منذ أبريل 2023”.
وأضافت وزارة الخارجية أن روسيا تعتبر الضربات على منشآت البنية التحتية المدنية أمرا غير مقبول، وأكدت الوزارة أن الجانب الروسي يدعو إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي.
يذكر أن مدينة بورتسودان تتعرض الى هجمات بمسيرات منذ عدة أيام، حيث إستهدفت قوات الدعم السريع مواقع للجيش السوداني والمطار والمقر الحكومي في المدينة التي كانت تعتبر أمنة وتتخذها الحكومة السودانية عاصمة مؤقتة بسبب العمليات العسكرية في الخرطوم.
دعم إقليمي ودولي لقوات الدعم السريع يؤجج الصراع ويطيل أمد الحرب
على خلاف روسيا، التي تقدم الدعم للحكومة السودانية، خصوصًا في المحافل الدولية وكان أخرها عندما استخدمت حق “الفيتو” ضد مشروع قرار بريطاني رفضته الحكومة السودانية واعتبرته تعدي على سيادة البلاد وحجة لدخول قوات أجنبية للسودان، هناك بعض القوى الإقليمية والدولية الأخرى مازالت تقدم الدعم لقوات الدعم السريع.
بهذا الصدد، صرح مسؤولون في الحكومة السودانية أن قوات الدعم السريع جندت مرتزقة من 13 دولة، بعضهم دول جوار، بدعم من دول في الإقليم، وأكدت الحكومة بأنها ستلاحق كل الدول المتورطة في تأجيج الحرب في السودان.
وأشار مندوب السودان لدى الاتحاد الأفريقي السفير الزين إبراهيم حسين إلى أن الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع ما يزال مستمرا في ظل انتهاكات وجرائم مروعة ضد المدنيين.
وأكد الزين خلال كلمة ألقاها أمام الدورة 38 للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب المنعقدة في العاصمة الغامبية بانغول، امتلاك حكومة السودان أدلة وشواهد قوية على وجود دعم خارجي كبير وما يزال مستمراً لقوات الدعم السريع. وقال: «إن الدعم تتلقاه القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو “حميدتي” من جهات خارجية على رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يتم الدعم العسكري عبر النقل الجوي الى مطارات في الإقليم مثل مطار أم جرس التشادي وقاعدة بوصاصو بالصومال ثم بالبر من الجارة الغربية للسودان، تشاد ونقاط أخرى في الجوار إلى الأراضي السودانية».
وفي مارس/آذار الماضي، طلب السودان من محكمة العدل الدولية إصدار العديد من الأوامر، والمعروفة باسم التدابير المؤقتة، ومن بينها مطالبة الإمارات العربية المتحدة بفعل كل ما في وسعها لمنع القتل والجرائم الأخرى التي تستهدف شعب المساليت، قبل أن يأتي رد المحكمة الجنائية بعدم الإختصاص.
وذكرت العديد من المصادر والتقارير الإعلامية، أنباءًا عن تزويد الأمارات لقوات الدعم السريع بمقاتلين من كولومبيا وأسلحة مختلفة في حربها مع القوات النظامية في السودان، لتحقيق أهداف وصفها المسؤولون السودانيون بالإستعمارية. وعلى الجانب الأخر قامت دول أوروبية أيضًا بتقديم الدعم لقوات محمد حمدان دقلو، كفرنسا وبريطانيا، حيث أكدت مصادر وصول قوات أوكرانية عن طريق تشاد بمساعدة فرنسية.
ونقلت صحيفة “انتليجينس اونلاين” الفرنسية، طلب قدمته الاستخبارات العسكرية الأوكرانية للحكومة الفرنسية بتقديم المساعدة في مجال المعلومات ولتنفيذ عمليات في عواصم أفريقية منها الخرطوم، بحجة ما أسمته محاربة النفوذ الروسي. .
وكان الممثل الخاص لأوكرانيا في الشرق الأوسط وأفريقيا مكسيم صبح، خلال مقابلة له مع صحيفة “العربي الجديد”، في فبراير الماضي، قد صرّح بأن “بعض المواطنين الأوكرانيين يشاركون في الصراع بشكل منفرد إلى جانب قوات الدعم السريع، ومعظم المقاتلين الأوكران هم من المتخصصين التقنيين”.