رشان أوشي تكتب : دقلو ..يشعل حطب الخرائط لطبخ وليمة دارفور ..

“يا عنصري ومغرور ..كل البلد دارفور” ..
مقتبس من أدبيات ثورة ديسمبر

لاقليم دارفور رصيد في السودان،لم تنجح سنوات الانحدار الطويل في تبديده، الأرجح أن لا أحد من السودانيين يحتمل غيابه عن الخارطة الوطنية ويعزز هذا الشعور اللحظة السودانية التي تمضي فيها الأمور نحو التخلص من المليشيا التي حاولت تسميم العلاقة بين الاقليم وبقية السودانيين وادارتها على نحو مملوء بالتوتر والغطرسة.

قبل حرب ١٥/ابريل كانت ملفات ازمة دارفور قد طويت ، ولكن للمرة الثانية اعادتها مليشيا الدعم السريع إلى الحياة .. أي إعادة وضعها على جدول أعمال العالم، إذاً مجزرة معسكر “زمزم” للنازحين، يجب أن تعيد تذكير المجتمع الدولي بمجازر الجنجويد أبان الموجة الأولى من الحرب، ويجب أن يُساق الإخوان “دقلو” إلى المحكمة الجنائية الدولية ، و إلا سيثبت المجتمع الدولي تواطئه ضد السودانيين .

إما بالنسبة للداخل السوداني ، فالجميع متأهب لخوض معركة تحرير دارفور من المليشيا الاماراتية ، على غرار تحرير العاصمة الخرطوم ، والتي دفعت الامارات الى مراجعة حساباتها العسكرية وانتهاج خطة جديدة لزعزعة الأوضاع بالمناطق التي سيطر عليها الجيش ، وذلك عبر استهدافها بالمسيرات الاستراتيجية .

بالنسبة للسودانيين، لن ينطلي عليهم خطاب “عبدالرحيم دقلو” الجديد ، فالعيشُ طيلة خمس اعوام تحت ظل وجود شقيقه”محمد” نائباً للرئيس، جعلهم يتعودون التعامل مع الخطاب السياسي (الغوغائي) بشيء من عدم المبالاة وبكثير من الحذر في آن. ذلك أن “دقلو” ، مثل غيره من الغوغائيين؛ حرص على نحت معجمه الغوغائي الخاص في الذاكرة السياسية السودانية .

محاولة تسميم العقل الجمعي الدار فوري عبر خطاب الاستقطاب الاثني والمناطقي، والذي يحاول ترسيخ صورة ذهنية بأن القوات المسلحة لن تقاتل في دارفور، وتترك المهمة للقوات المشتركة”، هذه محض دعاية رخيصة ، دارفور جزء من السودان ، ويقع تحت دائرة المسؤولية الدستورية والأخلاقية للجيش الوطني والدولة .

ومن جانب آخر لن يرتكب السودانيين خطيئة إضاعة الفرصة، أستطيع أن أجزم بوجود رغبة سودانية فعلية في القتال من اجل تحرير دارفور و استعادة شروط الحياة الطبيعية في ظل الدولة الشرعية، وبالتالي هزيمة كل اجتهادات العدو في هدم الوحدة الوطنية .

لن تتخلى الدولة عن دارفور ، ولن يتخلى عنهم السودانيين ، الالاف من الشباب المقاتلين في صفوف المقاومة الشعبية أعدوا العدة لتحرير ذلك الإقليم الذي تعود على أن يغطي جروحَه وخيباته. وأن يتحدّى الموت والركام.

وفي اليوم التالي سيحصي السودانيين الخسائرَ والأرباح، وحتى ذلك الوقت سنحاول إبعاد كأس اليأس عن لحمتنا الوطنية ، رغم طنين العملاء المتواصل في سكب سمّاً في مائدة الوجدان الوطني .
محبتي واحترامي

Exit mobile version