أخر الأخبار

كلمات صريحة – بدرالدين الباشا – الهلال.. بريق البداية ومرارة النهاية

المهنية الصحفية تقتضي قول الحقيقة كما هي، دون مواربة أو مجاملة، مهما كانت مؤلمة وقاسية. فالأمانة، والعرف المهني، والمسؤولية تجاه القارئ والوطن، تفرض علينا أن نكتب بضمير حي، لا يخضع للعاطفة، ولا يتراجع أمام الضغوط.
رغم عشقي العميق لنادي الهلال، وفخري بمنتخباتنا الوطنية في مختلف الألعاب، فإنني أضع مهنتي فوق كل انتماء، وأسعى لأداء واجبي بتجرد ونكران ذات.
في مستهل مشواره بدوري أبطال أفريقيا لهذا الموسم، قدّم الهلال مستويات مشرقة، وتأهل من دور الـ64 بسهولة، ثم واصل تألقه وتقدمه بثبات إلى دور الـ32، ثم الـ16، حيث تصدر مجموعته عن جدارة، متفوقا على أندية قوية مثل الشباب التنزاني، مولودية الجزائر، ومازيمبي الكونغولي. في تلك المرحلة، رأينا ملامح فريق بطل، وأسعد الهلال جماهيره، وأعاد الأمل إلى قلوب عشاقه.
لكن ما إن بدأ الدور الثاني من دور الـ16، حتى بدأ أداء الهلال في التراجع بشكل لافت، ورغم تأهله المبكر إلى ربع النهائي، فقد اصطدم بأقوى اختبار حين أوقعته القرعة في مواجهة الأهلي المصري، نادي القرن في أفريقيا.
تعلّقنا بالأمل، وحلمنا بتخطي الأهلي وبلوغ نصف النهائي، لكن الحلم تبخر سريعا. تلقى الهلال خسارتين قاسيتين في الذهاب والإياب، وخيّب آمال جماهيره، التي عاشت صدمة لا تزال آثارها قائمة.
الخروج لم يكن فقط بسبب قوة المنافس، بل نتيجة تراكم مشكلات داخلية عديدة؛ فالإدارة لم تكن على مستوى التحدي، والجهاز الفني أخفق في التعامل مع اللحظات الحاسمة، واللاعبون ظهروا بفتور غير مبرر، بينما لعب الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي دورا سلبيا، إذ سعت بعض الأصوات – عن قصد أو بغرض التشفي – إلى تحطيم الفريق، وإيقاف مسيرته.
ولا يمكن أن نغفل عن الأثر الكبير للحرب الدائرة في بلادنا، والتي ألقت بظلالها الثقيلة على كل مناحي الحياة، بما فيها الرياضة. وقد نال الهلال نصيبه من هذا التدهور العام، وظهر ذلك جليا في تراجع الروح، وتشتت الذهن، وانعدام التركيز.
ما حدث للهلال يستوجب مراجعة شاملة وصريحة، بلا مجاملة أو تبرير. وسأعود – إن كان في العمر بقية – لفتح كل الملفات بشفافية وتجرد، دفاعا عن الحقيقة، واحتراما لجماهير الهلال، وحرصا على مستقبل نادٍ نعتز به جميعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى