….
…………………..
دولة ناميبيا إحدي دول القارة الإفريقية المعروفة بأنها من كبريات الدول الغنية بالمعادن ليس علي مستوي دول القارة الإفريقية بل علي مستوي العالم مماجعل الشركات العالمية خاصة الامريكية تدخل بكلياتها مستثمرة في هذه المعادن النفيسة مستغلة ضعف ادوات الرقابة وربما القوانين او تنفيذها علي الوجه الذي يحفظ للبلاد سيادتها وعزتها ويحفظ لها مواردها الطبيعية لتنمية إقتصادها قبل أن تذهب مواردها نهبا وسرقة تحت قوانين أقل هشاشة وسطوة الشركات الامريكية التي اصبحت التي تحدد متي تأذن للدول الإفريقية متي تستغل مواردها تارة بالترغيب واخري بالترهيب ولكن المحصلة النهائية أنها تسعي لتأمين مستقبلها الإقتصادي من موارد تلك الدول وما تجربة شركة شيفرون الامريكية في السودان خلال سبعينيات القرن الماضي عندما تأكدت عبر ابحاثها الجيولوجية أن باطن أرض السودان حبلي بشتي المعادن النفيسة ولا ينبغي ان يستغلها السودان في الوقت لكي لا يقوي عوده إقتصاديا ويصعب ترويضه او استغلاله فيما بعد وكانت تقديراتها أن تغلق هذه الآبار وتغلق معه ملف بترول السودان والمعادن الأخري إلي أن تحدد هي كيف ومتي ولمصلحة من يجب استخراج واستغلال بترول السودان وقد كان لها ما أرادت وقد ظل الامر علي هكذا حال والسودان يعاني من الازمات الاقتصادية المتلاحقة خاصة بعد فرض عقوباتها الاقتصادية في اوائل التسعينات ..
في نهاية التسعينات توجه السودان إقتصاديا شرقا وجاءت الشركات الصينية ودخلت في مجال استخراج واستغلال بترول السودان وقد تم ذلك مع بداية الالفينات واستمر الحال حتي عام انفصال الجنوب عام 2011م وقد استفاد السودان كثيرا قبل تخرج مساحات واسعة من مناطق البترول وتذهب إلي دولة جنوب السودان الوليدة ومعلوم ما حدث بعد ذلك للاقتصاد السوداني..
توسعت الشركات الامريكية والمستثمرين الامريكان في التجارة بالمعادن النفيسة في دولة ناميبيا لسنوات عديدة وكانوا يدخلون دولة ناميبيا من تاشيرة دخول مما يشير إلي تساهل الدول الإفريقية مع الغرب والامريكان في كل امورهم حتي فيما يخص امنهم القومي والاقتصادي علي حد السواء ويبدو ان هذا التساهل في استباحة الثروات والسيادة داء أفريقي متجذر يسري في عروق وشريايين كل الدول الأفريقية مما جعلها في حالة ضعف وهوان علي مدي التاريخ…
إنتبهت دولة ناميبيا مؤخرا واصدرت قراراتها بضرورة حصول المستثمرين الامريكان علي تأشيرة دخول للدولة قبل الوصول وقد شمل القرار ما يزيد عن الاربعمائة وخمسين من شركة لمستثمر امريكي مما ازعجهم كثيرا ووضع استثماراتهم في كف عفريت…حكومة ناميبيا اعلنت لكل الامريكان ان من يدخل البلاد من غير تأشيرة يصنف مخالفا لقوانين الدولة ويعتبر شخصص مهددا للامن والسلامة ويعاقب بالطرد الفوري.. خطوة متقدمة اتخذتها الحكومة في ناميبيا لتحافظ علي امنها القومي قبل حماية مواردها الاقتصادية التي كانت تنهب ربما علي مرأي ومسمع بسبب ضعف القوانين والتراخي في تطبيقها..
أشرت إلي ما قامت به ناميبيا لأنه يطابق حال السودان كثيرا فترة ما قبل الحرب وأثناءها والي اليوم مما يتطلب اتخاذ قرارات صارمة بعد تحرير البلاد كاملة من المرتزقة والمليشيات المجرمة…
معلوم ان ذهب السودان يخرج من البلاد بالأطنان إلي الدولة التي مازالت تدمر في السودان وتدعم في التمرد والمرتزقة ومليشيا آل دقلو…ومعلوم استباحة الكثير من الاجانب لثروات السودان بسبب انفراط الامن وضعف الرقابة….ومعلوم ايضا الاعداد الكبيرة من الاجانب الذين ظلوا يدخلون البلاد من غير تاشيرة تهاونا او غضا للطرف او تآمرا مع جهات داخلية وخارجية ودورهم في هذه الحرب خاصة من دول الجوار والذين كانوا يدخلون لاجئين ولكن دون حصر او رقابة …
علي مجلس السيادة والحكومة المرتقبة ان يعوا الدرس كاملا مما حدث في هذه الحرب بتقنين الوجود الاجنبي واجراء المزيد من الضبط في كيفية الدخول ومنح الاقامات وتمدد الاجانب في مفاصل المجتمع دون معرفة كنههم واهدافهم…
كذلك موضوع دخول البلاد لأي من كان بتأشيرات سارية المفعول وضوابط محددة سواء اكانوا مستثمرين او عملاء لجهات اخري تحت غطاء الاستثمار..
وأخيرا وليس آخر موضوع إهدار الموارد الاقتصادية من ذهب وغيره من المعادن بواسطة مهربين واسماء اعمال تجارية وهمية او ادوات تستخدمها بعض الدول…كل ذلك اصبح واضحا وكشفت عوراته هذه الحرب اللعينة..فهل يستبين متخذ القرار السوداني النصح قبل ضحي الغد ويحذو حذو ما قامت به حكومة دولة ناميبيا…؟؟؟
قبل المغيب – عبدالملك النعيم احمد – ناميبيا…استعادة السيادة… ليت السودان يفعلها
