
الخرطوم : الحاكم نيوز
كثير من المراقبين كانوا يعتقدون أن دور السعودية تجاه السودان كان محايدا أو يميل الي التمرد ، وان مواقفها سالبة تجاه هذه القضية .
وتجاهل هؤلاء ان السعودية هي اول من بادرت بعقد مباحثات بين الحكومة السودانية والمتمردين في مايو من العام 2023 والتي افضت هذه المباحثات الي توقيع إتفاق جدة في الحادي عشر من مايو من ذات العام ، والذي اذا تم تنفيذه أنذاك لتوقفت الحرب ولم ينزح المواطنين ، ولكن التمرد رفض تنفيذ ذلك الإتفاق وادخل مطالب لم يتضمنها اتفاق جدة .
وظلت المملكة وهذا – ليس بغريب عليها – ترسل المساعدات الإنسانية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قبل اندلاع الحرب واثنائها ولا تزال ، حيث قدمت الآف الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية ويشهد ميناء بورتسودان ومطارها بذلك.
والسعودية التي ارسلت بالأمس وفدا رفيعا الي بورتسودان للوقوف على مشروعات إعادة التأهيل ، قامت بتحركات شملت دول الجوار السوداني في مسعي منها لإيحاد حلول لهذه الأزمة .
والمملكة ظلت حريصة على علاقاتها بالسودان لارتباطهما بالأمن في البحر الأحمر فهي اليوم تفتح ذراعيها لرئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان وتتفق معه على تكوين مجلس تنسيق مشترك ، هذا المجلس سيكون له ما بعده في سبيل إعادة الإعمار في السودان وقد بدأت بشائر ذلك بإعادة تأهيل مطار الخرطوم الدولي بتكلفة تقدر بحوالي ثلاثة مليار دولار في ظرف ثلاثة أشهر .
والبرهان الذي يزور مكة المكرمة ويؤدي التراويح داخل الحرم المكي في أواخر رمضان لهو دليل على أن السعودية اظهرت خلاف ما يبطن الأخرون وأنها اكثر حرصا على السودان وسلامة اراضيه ، وأنها احتضنت ملايين الفارين من الحرب من المواطنين السودانيين ومهدت لهم البقاء في اراضيها دون أية مضايقات …فالسعودية لن تنس جمائل شعب السودان والسودانيين لن ينسوا جمائل المملكة .