
عانت اوروبا من حرب الثلاثين عاماً وهي سلسلة صراعات دامية مزقت تلك القارة بين عامي 1618-1648 وخلال سنواتها الثلاثين تغيرت تدريجياً طبيعة ودوافع الحرب، فقد اندلعت الحرب في البداية صراعاً دينياً بين الكاثوليك والبروتستانت وآلت إلى صراع سياسي من أجل السيطرة على الدول الأخرى، واليوم تعود الأحزاب المسيحية كحركات اصلاح اجتماعي تنادي بالعودة الى الفطرة السليمة على أساس القيم المسيحية التي تراها صحيحة.
ورغم ذلك الاستهداف للعالم الاسلامي في قيمه واخلاقه وفطرته السليمة يتسائل الكاتب الامريكي من أصل مسلم هندي فريد ذكريا أحد كتاب مجلة نيوزويك البارزين ومقدم برنامج Zacharias’ GPS على قناة CNN الذي تقمص تماماً جلباب الغرب الذي يريد له أن يكون مسلماً منبت الجذور فيلقي علينا بسؤاله وهو في جلباب أصحابه الجدد – لماذا يكرهوننا- ومن ثم يجيب هو عن تساؤله ذاك أن الديمقراطية العلمانية والقيم غير الغربية متصادمتان وأن القيم الغربية نفسها قد انسلخت عن المسيحية قبل أكثر من ألف وخمسمائة عاماً حين هجر الامبراطور قسطنطين روما وأسس القسطنطينية بعيداً عن سلطة الكنسية ومعظم زعماء العالم اليوم بمن فيهم المقلدون الذين يتولون أمورنا في عالمنا الإسلامي يسيرون على ذات الدرب ، هل عرفت يا فريد لماذا يكرهونكم ؟؟
يرى الكثير من العلمانيين ضرورة فصل الدين عن الدولة ويتشددون في ذلك رغم انهم يتهمون الإسلاميين بالعنف والتطرف إن ارادوا العودة إلى أصل الحياة بتطبيق التشريعات الاسلامية والنص على اسلامية الدولة وعلى الشريعة كمصدر للتشريع، والإسلاميون يجاهدون كل يوم من أجل عودة الدين إلى الحياة العامة في كافة صورها، لذلك الآن نجد أن الاستعمار قد خرج بشكله التقليدي واعتقد انه قد اخرج الدين من حياة الشعوب بعد الاستقلال ولكن سرعان ما تكشف له زيف اعتقاده ذاك، بل حتى الشيوعية التي سقطت في عقر دارها اكتشفت ان الشعوب التي كبتت لاكثر من ستين عاماً عادت كما هي تبحث عن جذور الفطرة السليمة الاولى في صحيح الدين .
تَدَين مجموعة ترامب يبدو ظاهراً بارتداء الناطقة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت صليباً على عنقها في كل ظهورها اثناء حملة ترامب الانتخابية الاولى والثانية وبعد استلامها لعملها الجديد، وليفيت فتاة عشرينية سياسية وصحفية أميركية وُلدت عام 1997 في ولاية نيوهامبشير وسط عائلة تدير مشاريع صغيرة، وعملت عقب تخرجها في الجامعة كاتبة رئاسية ومساعدة للمتحدثة باسم البيت الأبيض اثناء فترة ترامب الاولى واختارها ترامب لتكون متحدثة باسم حملته الانتخابية عام 2024، ورشحها في نوفمبر 2024 لشغل منصب المتحدثة باسم البيت الأبيض بعد فوزه بولاية رئاسية ثانية. درست ليفيت في مدرسة سنترال كاثوليك الثانوية بمدينة لورانس في ولاية ماساشوستس، ثم التحقت بكلية سانت أنسيلم وحصلت على بكالوريوس في السياسة والاتصالات عام 2019.يتبع