دبلوماسي : الإمارات فشلت فى عقد اجتماع (الشأن الإنساني) بمقر الاتحاد الإفريقي!!

الزين إبراهيم المندوب الدائم للسودان بالاتحاد الإفريقي حول اجتماع اديس لـ(الكرامة):

ابوظبي تقف خلف الاجتماع وتدعم مليشيا تفتك بالسودان وشعبه !!

السودان أوضح موقفه للجانب الإثيوبي واعتذر عن المشاركة..

موقف المجتمع الدولي منقســـــــم ومشتـــــــــــت!!

لن يكون ل(اجتماع اديس) أية تأثير على حظر الطيران

حوار: محمد جمال قندول

أثار الاجتماع الذي التأم في العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا” ظهر أمس (الجمعة)، بشأن إغاثة السودان، ورعته دولة الإمارات، جدلًا واسعًا ورفضًا شعبيًا لهذه الخطوة التي وصفها قطاع كبير من السودانيين بـ(المستفزة)، لجهة مشاركة الامارات فيها، وظهور قيادات (صمــــــود) -تقــــــدم سابقًا- المصنفة كجناح سياسي للميليشيا.

وللحديث أكثر عن هذا الاجتماع وما صاحبه من جدل وملابسات، استنطقت (الكرامة) سفير السودان بإثيوبيا الزين إبراهيم حسين المندوب الدائم للسودان بالاتحاد الإفريقي، والذي قدم إفاداتٍ ساخنة، وأوضح الكثير من الجوانب، فإلى نص إجاباته:

ما هي طبيعة وأهداف الاجتماع الذى انعقد في أديس أبابا والدور الإماراتي فيه؟.

الاجتماع المسمى بالشأن الإنساني تقف خلفه دولة الإمارات وقد تحركت فجأةً ولم تتمكن من عقد المؤتمر بمقر الاتحاد الإفريقي، لأنّ المؤتمرات التي تعقد بمقره تجيزها دائما لجنة المندوبين الدائمين.
هذا الاجتماع كان مخططًا أن يكون جانبيًا، ولكنّ الاتحاد الإفريقي اعتذر، ولجنة المندوبين التي تحدثنا مع رئيسها سفيرة موريتانيا الدولة التي تتولي رئاسة الاتحاد الإفريقي، وبالتالي لجأت الجهة المنظمة للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية في مقرها.

وهذا الاجتماع انعقد فجأةً وتقف خلفه الإمارات، والمستغرب أنها تدعم ميليشيا تفتك بالسودان وشعبه، ومن هناك تتحدث أنك تريد أن تقدم إغاثة. وقد اعتذر السودان عن المشاركة كما ان هنالك دول كثيرة لم تشارك كذلك. وهو في الواقع اجتماع محدود جدًا وكل الناس رأت نتائجه، ويبدو أنّ الاجتماع كان يراد له أن يكون في مقر الاتحاد الإفريقي لاحداث زخم يؤثر في مخرجات جلسة لمجلس السلم والأمن الإفريقي.

ما هي الخطوات التي بذلتها الحكومة لمنع قيام الاجتماع؟

السودان استبق وأعلن رأيهُ عبر بيان لنائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار. وأيضًا اليوم خرج بيان من السيد مفوض الشؤون الإنسانية. وبالتالي هذا رأيٌ واضح ومعلن.

وعلى صعيدٍ آخر، السودان تحرك استباقًا لقمة مجلس السلم والأمن، ووجه السيد وزير الخارجية رسالةً خطيةً طويلة ومفصلة شرح بها تطورات الأوضاع في السودان. وأيضًا الرسالة شرحت لوزراء خارجية الدول الـ15 في مجلس السلم والأمن الإفريقي وخارطة الطريق التي أعلن عنها فخامة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وهي واضحة المعالم. وهنا يمكن القول إنّ السودان له برنامجٌ واضح المعالم عبر هذه الخطة، والتي ملكت للدول أعضاء مجلس السلم والأمن بواسطة السيد وزير الخارجية عبر رسالته التي وصلت للمجتمعين في اجتماع لمجلس السلم فيه بندين واحد للسودان وآخر للكنغو. والاجتماع في غالب الأحوال هو تنويري وننتظر لنرى ما ينجم عنه هذا الاجتماع.

هل من خطوات تصعيدية من الحكومة للتعامل مع ما حدث في أديس أبابا؟

كما وضحت لك، أنّ الدولة استبقت ذلك عبر بيان لنائب رئيس مجلس السيادة، فضلًا عن التحركات التي قادها مندوب السودان لدى الاتحاد الإفريقي مع الدول الأعضاء والكثير من الأطراف بأديس أبابا. والسودان أوضح موقفه كذلك للجانب الإثيوبي واعتذر عن تلبية المشاركة.

هل سيكون للاجتماع أية تأثيرات تذكر على حظر الطيران؟

في رأيي لن يكون له أي تأثير. والحديث عن حظر طيران، القرارات الخاصة بالطيران وحظره وما إلى ذلك هذه أشياء تتم تحت لواء الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وحتى الآن الناس يتحدثون عن القرار 1591 ولكن الوضع بالسودان في تحسن كبير وهنالك تطور إيجابي وانتصاراتٍ كبيرة للجيش ودخول العاصمة في المرحلة الأخيرة، وستستمر هذه الانتصارات، وبالتالي إن كانت هناك نزعة من بعض الدوائر التي تريد استغلال مثل هذه المنابر لتغيير المعركة في الداخل سيكون الرد السوداني واقع الأرض، وبالتالي هو خير رد وربما لا يحتاج السودان ليقدم له آخرون إغاثة إذا ما استتب الأمر في السودان سيكتفي ذاتيًا ويعطي الآخرين. ولكن السودان يقدر الجهود الإنسانية النقية، أما الجهود التي ترتبط بأجندة فهذه بكل تأكيد مرفوضة وعبر عنها البيان الصادر من مفوضية العون الإنساني اليوم والسابق الذي صدر من نائب رئيس مجلس السيادة.

موقف المجتمع الدولي حيال انعقاد الملتقى، والخطوات التي ينبغي أن يقوم بها؟

موقف المجتمع الدولي منقسم ومشتت، والاجتماع الذي كان أمس الجمعة تم على عجل، لدرجة أنّ الدول المشاركة كانت تتساءل عن سر هذا الاستعجال؟ وما هي أجندة الاجتماع؟ وسرت شائعة بأن السودان سيشارك ولكن الناس تصدت لمثل هذه المعلومات وخرج البيان الأول. وأيضًا اعتذار الجانب السوداني للإثيوبي لعدم المشاركة للأسباب المعلومة وأهمها: أن السودان يعاني من جهات تقف مع الميليشيا ولا يمكن أن يشارك في مؤتمر يريد أو يتحدث عن إغاثة السودانيين.

مدى اتفاق انعقاد الورشة مع المواثيق الدولية؟

هذا الاجتماع المشار إلى أنّه للشأن الإنساني اجتماع غير هيكلي أي غير مهيكل في الاجتماعات الراتبة للاتحاد الإفريقي ولا الاجتماعات الجانبية، لأنها تجاز من لجنة المندوبين الدائمين، وبالتالي، هذا يفسر خروجه لقاعات لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية في إفريقيا، وهذا في حد ذاته نجاح لجهود مقاومة الاجتماع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى