بروفيسور أبو القاسم قور يكتب : الدكتور محمد عبد الله ود ابوك – وداعاً

تلقيت اليوم خبر وفاة احد أفراد الأسرة المتميزين، النوابغ ألا وهو الابن الدكتور محمد عبد الله المشهور ب ( ود ابوك ) بكمبالا . وهو خبر فاجع ، وصادم للأسرة ومجتمع غرب كردفان والسودان عامة . كان المرحوم ود ابوك للذين لا يعرفونه عابداً ، حافظاً للقرآن الكريم، نشأ فى بين دينٍ وعلم ، وفقه وفرسنة ،فتشرب بالعلم لغةً و فعلاً ،وهو من المفوهين وخطيباً مصقعاً ، و الذاكرين عبادة متبتلاً. تخرج فى جامعة ام درمان الاسلامية ، كلية الشريعة ، ثم عمل بالمحاماة ، وكان مدافعاً شرساً عن الحقوق والحريات ، وناشطاً احتماعياً ، وسياسياً مناضلاً . ثم نال درجة دكتوراة الفلسفة فى القانون بجامعة النيلين عن موضوعه غير المسبوق ( القانون الجنائي الدولى ) ، كان واسع الاطلاع، أخاذاً فى حديثه ، كثير السؤال فى هذا المجال و دقيق المراجعة فى بحث رسالته واصوله ومرتكزاته المعرفية والمنهجية. للدكتور محمد عبد الله ود ابوك جانب آخر، قد لا يعلمه الكثيرون ، كان لين القلب ، باراً بأسرته ، مندفعاً نحو الحقيقة ثورياً من الطراز الأول، ناصر الدعم السريع وعمل مستشاراً به ، ثم أعلن انسلاخه عنه فى مؤتمر صحفى ببوراسودان. ومن قبل خرج على نظام الانقاذ مقاتلاً ومناضلاً ثم عاد ضمن اتفاقيات الانقاذ مع الحركات المسلحة ، حيث اختير عضوا بالمحلس الوطنى . ناصر ثورة ديسمبر وعند انشطار مكونها انقلب عليها فأنقض على لجنة ازالة التمكين بجسارة وهو ينافح ضدها على القنوات الدولية كأسد هسور ، كانت حياته كتاباً مفتوحاً .لقد عاش الابن الدكتور محمد عبد الله ود ابوك حياة منفرجة ١٨٠ درجة ، سريع الكلام ، متلاحق المفردات كإنه يدرك مرافيئ عمره القصير.كان كثير الزيارة لى متفقداً ، ما أن يدخل مقر سكنى بالجامعة، حتى اسمع صوته وصراخه مع ابنائى ، هو يردد ( يا مونج …مونج ) ، كان حاضر النكته ، لا يحمل حقداً ، يقول كلمته ويذهب .
ولا نملك اليوم الا الدعاء له ، إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم ابدله دارا خيرا من داره و اهلًا خيراً من اهله وجيران خيراً من جيرانه إنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى