لؤي ابراهيم عثمان يكتب : تفكيك الإحتيار و تلاقح الأفكار

يعيش الإنسان في عالم مليء بالتساؤلات عالم تتصارع فيه الأفكار و تتلاقح لتشكل رؤى جديدة تسهم في حل الإشكالات المعقدة و الذي قد يقود إلى حالة من الحيرة في بعض المسائل .
الإحتيار حالة ذهنية تواجه الأفراد و المجتمعات عندما تتعدد الخيارات و تتشابك المعطيات ، مما يستدعي تفاعل الأفكار و تلاقحها لتفكيك هذه الحالة .
تلاقح الأفكار هو عملية تفاعل المفاهيم و الرؤى المختلفة و التجارب المتنوعة في بوتقة واحدة لإنتاج حلول إبداعية و مقاربات جديدة من خلالها يتحول الغموض إلى وضوح و التردد إلى عزم و الظن إلى يقين ، إلى أن يتم تجاوز الحيرة و اتخاذ القرار .
الحيرة ظاهرة عقلية ناتجة عن تعارض الأدلة أو نقص المعلومات أو ربما تعدد زوايا النظر إلى الإشكال ، حيث يجد الإنسان نفسه أمام خيارات متساوية في القوة أو متضاربة في المعطيات . و تظهر هذه المواقف عند صعوبة تبني موقف محدد لتعارض الحجج و تناقض الأدلة أو الإحساس بالتردد و الشك حول الموضوع لنقص المعرفة و ضبابية المعلومات ، كذلك تباين الآراء بين الأفراد و المجتمعات قد يؤدي إلى اضطراب في اتخاذ القرار .
الحل الأمثل للخروج من دائرة الحيرة يكمن في اعتماد مقاربة عقلانية تقف على توسيع المعرفة لبناء صورة متكاملة عن الموضوع و الانفتاح على وجهات النظر المختلفة بموضوعية و إثراء النقاشات خاصة مع من يحملون رؤى مغايرة لاكتشاف زوايا جديدة قد تكون غائبة عن الوعي الفردي . أيضاً استخدام التناسق المنطقي و التحليل العلمي و ربما التطبيق العملي و تبني التفكير النقدي لغربلة المعلومات و إزالة اللبس .
في بعض الحالات قد لا تكفي المؤشرات و الأدلة المتاحة لاتخاذ القرار الحاسم ، و هنا يأتي دور الحدس كأداة تكميلية للعقل . فالتوازن بين التحليل المنطقي و الشعور الداخلي يمكن أن يكون مفتاحاً للخروج من حالة الاحتيار .
للتغلب على التردد و تحقيق يقين مبني على أسس رصينة يجب اعتماد تلاقح الأفكار و التفاعل بين الرؤى المختلفة لبلورة فهم أعمق و الانفتاح على التنوع الفكري و توسعة المعارف و تبني التحليل النقدي لنحصل على قرارات أكثر وعياً و إدراكاً .
( نصف رأيك عند أخيك ) . (ما خاب من استخار ،و لا ندم من استشار ) أقوال مأثورة
( المستشار مؤتمن ) رواه أبو داود ( حديث)
أ.لؤي إبراهيم عثمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى