بينما يمضي الوقت – أمل أبوالقاسم – موتوا بغيظكم

صرعتنا المنظمات وجلسات مجلس الأمن والمؤتمرات الممولة والإعلام الممول وغيره من تدخلات مخلة هنا وهناك، صرعتنا بتأزم الوضع الإنساني وغيره من ما يقدح في السلطات السودانية دون البحث أو أن شئنا فلنقل دون استعراض الأسباب الحقيقية وراء ذلك اللهم إلا من طرق خجول.

الأزمة الإنسانية التي ظلت تفتعلها المليشيا ورعاتها وتضيق بها الخناق على المواطن بدلا من تضييقه على منازلتها الجيش في سوح القتال، تتفاقم يوم عن آخر وكلما استنفذت أداة، اعدت لما بعدها، حتى بلغ بها الأمر استهداف المنشآت الكهربائية والسدود في تحدى واضح للأعراف والقوانين الدولية التي تحرم الفعل، لكن انى لها ذلك؟ ولم ترعوى؟ ومن أمن العقاب ساء الأدب، وهي المحصنة بذات الدول التي تتعمد غض الطرف.

والشاهد انه ومنذ النصف الثاني من فترة الحرب وتموضع الجيش وإمساكه بزمام المبادرة والهجوم، وكلما اوجعتها ضربة منه افرغت غلها في المواطن وبحيلة العاجز صوبت سلاحها نحوه. لكن ان يبلغ بها الأمر انتهاك القوانين الدولية بضرب المحولات الكهربائية فهذا ورغم فداحته إلا أنه يمثل منتهى الجبن وهي تعوض خسارتها العسكرية باستهداف المدنيين.

لا أعتقد أن السودان سيخسر أكثر مما خسر والمليشيا المدعومة دوليا قضت على مقدرات البلاد البنيوية واتلاف إرثه وسرقته منذ بداية الحرب، ولم يعد أمرا مدهشا فكل سيء متوقع منها في إطار خططها العالمية، فقط تكمن المفارقة في تحدى كل ذلك ومواجهته بالسير قدما بما هو متاح. والمتاح لم ينتقص من أمر الدولة في شيء فالحياة تجري على قدم وساق.

الحياة تجري على قدم وساق. ورغم التخويف ومحاولات التهجير إلا ان عودة المواطنين تترى سيما بعد تحرير كبريات المدن فموتوا بغيظكم.

لم تعد السلطات والجيش يأبه ولا المواطن بما تتخذه أو تقوله القوى الإقليمية ،ولا ما تنفقه الإمارات بسخاء لتشوين المليشيا إلى جانب ليبيا وبقية العشرة ونيف كونها تخسر وتمنى بالهزيمة صباحا وعشية. يخسرون ويربح الجيش ومسانديه والحياة تمضى رغم الأشواك، والمواطن يمضي في حياته رغم الجراح المثخنة، وقريبا ستشرق شمس السودان وضاءة كما اهله. الذئاب تعوي، والكلاب تنبح والجمل يسير فموتوا حسرة وكمد، موتوا بغيظكم.

Exit mobile version