أخر الأخبار

كيكل…… هل ما انجزه في مدني سيزيل ما علق في النفوس من غضب؟..

ساهم في تحقيق انتصارات مؤثرة في ولاية الجزيرة،،
كيكل.. رحلة الباطل إلى الحقِّ..

تمرد في وجه الجيش، فعاد وقلب ظهر المِجَن على الميليشيا..

رفع تمام مدينة مدني للتمرد والبرهان، ولم يخسر رهاناً..

الفريق حنفي: كيكل سيكون مفيداً في محاور القتال بالجزيرة..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

يواصل أبو عاقلة محمد أحمد كيكل قائد قوات درع السودان تحركاته في قرى وأرياف ولاية الجزيرة داعماً للقوات المسلحة والقوات المساندة لها من القوة المشتركة والقوات النظامية والأجهزة الأمنية والمستنفرين والمجاهدين من أجل طرد ميليشيا الدعم السريع المتمردة واستعادة السيطرة على كامل أراضي الولاية الخضراء لتعود إلى حضن الوطن، وكان أبو عاقلة كيكل قد رفع التمام لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح الرحمن البرهان من أمام رئاسة الفرقة الأولى مشاة، إعلاناً باسترداد مدينة ود مدني من أيدي الميليشيا المتمردة يوم أمس الأول السبت الحادي عشر من يناير ٢٠٢٥م.

مفارقة عجيبة:
ولعل من المفارقات العجيبة والغريبة أن أبو عاقلة محمد أحمد كيكل نفسه كان قد دخل في شهر ديسمبر من العام الماضي ٢٠٢٤م إلى رئاسة الفرقة الأولى مشاة، وقام برفع التمام لقائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو، معلناً سيطرة المتمردين على مدينة ود مدني، حيث كان أبو عاقلة وقتها يتقلد منصب قائد الدعم السريع في ولاية الجزيرة، ولعب دوراً محورياً في سيطرة الميليشيا المتمردة على العديد من المدن والقرى التابعة لولاية الجزيرة، هذه الولاية التي تمثل قلب السودان النابض والتي تعرض جسدها لانتهاكات فظيعة ومريعة من قبل قوات الدعم السريع التي عاثت فيها فساداً كبيراً ومارست في حق مواطنيها الأبرياء والعزل أبشع أنواع الجرائم التي هزّت ضمير الإنسانية كمجزرة قرية ود النورة، ومذبحة قرية السريحة، وغيرها من القرى والمناطق التي شهدت جرائم القتل والسحل والاغتصاب والنهب والسلب والتهجير القسري.

رجل لا يُهزم:
لقد حاذ أبوعاقلة محمد أحمد كيكل قائد قوات درع السودان، على لقب الرجل الذي لا يُهزم، سواءً كان على الباطل، أو بعد رجوعه إلى الحق، فقد انتصر كيكل بالأمس لمدينة ود مدني وقد كان متمرداً يقاتل في صفوف ميليشيا الدعم السريع، وانتصر لها اليوم بعد أن انحاز لصوت العقل، واصطفَّ بقواته وعتاده خلف القوات المسلحة يقاتل رفقاء الأمس من ميليشيا الدعم السريع المتمردة، والذين صبُّوا جام غضبهم عليه وتوعدوه بحملة انتقام واسعة لردِّ اعتبارهم جراء ما اعتبروه غدراً وخيانة من قبل الرجل الذي أعطاهم ظهره، ولعل الانتهاكات الكبيرة التي شهدتها المناطق الواقعة في محلية أم القرى التابعة لسهل البطانة بشرق ولاية الجزيرة، مثلت انتقاماً واضحاً من قبل ميليشيا الدعم السريع على أهل وأقارب أبو عاقلة كيكل الذي ينتمي إلى هذه المنطقة، حيث نكّل المتمردون بالمواطنين ومارسوا فيهم أبشع أنواع الانتهاكات، مما أجبرهم على مغادرة منازلهم وقراهم في أكبر موجة نزوح تشهدها ولاية الجزيرة، منذ أن دخلتها ميليشيا الدعم السريع.

مواقف متقلبة:
لقد أثارت الحالة ” الكيكلية” لغطاً كبيراً في أوساط السودانيين داخل وخارج البلاد، وحرّكت منصات التواصل الاجتماعي وأدارت محركات ومواقع البحث الإلكترونية وأشعلتها بجدالات ونقاشات ساخنة وكثيفة، وطرحت الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام التعجب بشأن الأبعاد والدلالات التي تحملها مواقف الرجل المتقلبة؟ والمكاسب التي يمكن أن تتحقق للقوات المسلحة بانضمام كيكل للقتال بجانبها؟ وهل سيكشف الرجل الكثير من أوارق ميليشيا الدعم السريع ويزيح اللثام عن الغموض الذي يكتنف قائد الميليشيا محمد حمدان دقلو، ومصيره المجهول ما بين الحياة والموت؟، وهل تشكل عودة أبو عاقلة كيكل للصواب صكّ غفران لما اقترفته أياديه في ولاية الجزيرة؟ وما مصيره؟ وهل ستصمت ميليشيا الدعم السريع إيزاء هذا التحول في مسار الرجل؟ وغير ذلك من أسئلة واستفهامات مازالت تبحث عن إجابات.

شخصية متمردة:
ويرى الخبير العسكري والأمني الفريق حنفي عبد الله الباحث بالأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية، مدير مركز السودان لمكافحة الإرهاب، شخصية أبو عاقلة كيكل تنطلق من بيئة البطانة ذات التفاصيل الحياتية الصعبة بافتقادها لأبسط مقومات العيش الكريم، حيث إن كل الحكومات السابقة لم تهتم بترقية الخدمات في منطقة سهل البطانة التي أصبحت بلا أمان ولا استقرار مما دفع الرجل للتمرد في وجه الحكومة بحجة التهميش، وأنشأ قوات درع السودان التي فاجأت الجميع بانضمامها لميليشيا الدعم السريع المتمردة في أغسطس من العام ٢٠٢٣م، وبعد مرور أكثر من عام استشعر كيكل أن ميليشيا الدعم السريع انحرفت عن مسارها فأعلن عودته إلى طريق الصواب، واصطفّ خلف القوات المسلحة السودانية فكان له دور متعاظم في استعادة عدة مناطق بولاية الجزيرة لخبرته ودرايته بهذه المناطق.

ليست جديدة:
المواقف المتقلبة ليست جديدة، يقول الفريق حنفي عبد الله ويضيف أن مثل هذه المواقف حصلت عدة مرات في السودان وهي مسألة مستمرة ومتكررة وليس كيكل أول شخص يدخل من جانب القوة ويخرج، ونوه الفريق حنفي في هذا الصدد إلى تجارب كثيرة جداً وقعت، مثلما حدث من بعض القيادات الجنوبية بعد التوقيع على الاتفاقية الأولى للجنوب، حيث عادوا وانضموا الى جانب الحكومة فحصلوا على وظائف، وبعدها تمردوا مرةً أخرى، مبيناً أن مثل هذه المسائل تأتي بها الظروف، ورأي الخبير العسكري والأمني الفريق حنفي عبدالله أن عدم رضوخ الجيش لبعض الأصوات التي كانت تنادي بمحاكمة أبو عاقلة كيكل قد انعكست إيجاباً على الرجل الذي تشجَّع وجلب أعداداً كبيرة من المستنفرين، الذين تجاوبوا وتحمَّسوا معه، فغيّر ذلك من مفاهيم الناس، فكانت قوات كيكل من أولي البأس والشدة والحماس العالي فاستطاعت هذه القوات في وجود المستنفرين أن تحقق انتصارات كبيرة في عدة مواقع على حساب ميليشيا الدعم السريع، مستفيدين من معرفتهم الجيدة بالبيئة التي عاشوا فيها وبالحروب غير النظامية ( حرب الغوريلا )، وبخلاف ما حدث في منطقة ودراوة، يرى الفريق حنفي أن كيكل كان مفيداً جداً وساهم بقدر متعاظم في استرداد العديد من المواقع بولاية الجزيرة، بما في ذلك مدينة ود مدني حيث كانت قواته في طليعة القوات التي دخلت المدينة بعد الاحتياط المركزي، مؤكداً أن كيكل ساهم بقدر كبير في السيطرة على الكثير من المواقع بولاية الجزيرة، منوهاً إلى العامل النفسي في الحرب والذي وصفه بالمهم جداً.

خاتمة مهمة:
على كلٍّ فقد مثلت تجربة أبو عاقلة محمد أحمد كيكل قائد قوات درع السودان، حالة استحقت الوقوف عندها للتأثيرات الواضحة للرجل في محور العمليات بولاية الجزيرة سواءً مع ميليشيا الدعم السريع المتمردة، أو بعد عودته ليقاتل في صفوف القوات المسلحة، وبحسب خبراء فإن كانت عودة مدينة ود مدني إلى حضن الوطن، تمثل نقلة في مسار العمليات، فإن مساهمة كيكل الفاعلة في هذه العودة قد تذيب جبل جليد ما علق في النفوس من غضب شعبي وجماهيري عارم جراء ما اجترح الرجل من جرائم في ولاية الجزيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى