أخر الأخبار

د عبدالباقي الشيخ الفادني يكتب : مدني تحرير و تقدير

حملت لنا الأنباء ظهر هذا اليوم بشريات تحرير مدينة ومدني وبعض قرى الجزيرة في ظل انهيار كامل لقوات المليشيا المتمردة التي كان متحصنة ببيوت المواطنين و المرافق الحكومية في مدني السني .

يحمل ذلك التحرير دلالات عسكرية واستراتيجية هامة لكل من القوات المسلحة و القوات النظامية و المشتركة على حدا والقوات التابعة لمليشيا الدعم السريع المتمردة كما أنه يؤثر بشكل كبير على سير المعارك في مختلف المحاور يمكن تحليل ذلك من عدة جوانب:

بالنسبة للقوات المسلحة و القوات النظامية و المشتركة :
1. تحقيق مكاسب استراتيجية حيث أن السيطرة على مدني تعني تأمين منطقة ذات أهمية اقتصادية وزراعية كبيرة، مما يدعم الحكومة لوجستيًا وماديًا كما يتيح لهم السيطرة على طرق إمداد مهمة وتعزيز مواقعهم الدفاعية.
2. تعزيز الروح المعنوية : الانتصار في هذه المناطق قيمته المعنوية قيمة جدآ فعودة مدني تساهم بشكل كبير في رفع معنويات الجنود والمقاومة الشعبية و المواطنين المتضامنين و الداعمين للقوات المسلحة من كافة الوحدات و الأجهزة و خاصة من ابناء ولاية الجزيرة، مما يعزز ثقتهم بقدرتهم على استعادة السيطرة الكاملة والمضي قدماً في تحرير كافة المناطق التي تسيطر عليها المليشيا المتمردة .
3. تضييق الخناق على المتمردين : تحرير مدني وقرى الجزيرة سيؤدي إلى قطع طرق الإمداد الخاصة بمليشيا الدعم السريع المتمردة ، مما يضعف قدرتهم على التحرك أو شن هجمات كبيرة.
– *بالنسبة لمليشيا الدعم السريع المتمردة :*
1. خسارة مواقع استراتيجية : فقدان مدني والقرى المحيطة يعني تراجعاً في السيطرة الميدانية وفقدان قاعدة دعم مهمة للإمدادات والتموين .
2. إضعاف سيطرتها و نفوذها : قد يؤثر ذلك سلباً على العلاقة بين المتمردين والمواطنين من ولاية الجزيرة خاصة بعد شعورهم بإقتراب نهاية المليشيا المتمردة في الجزيرة حيث عانوا كثيراً من إنتهاكات المليشيا عليهم بإرتكابها لجرائم واسعة ضدهم مما يعيد ثقتهم في القوات المسلحة بجميع وحداتها .
3. إعادة ترتيب الصفوف: المتمردون قد يلجؤون إلى الانسحاب وإعادة التموضع في مناطق أخرى لتعويض الخسائر والبحث عن نقاط ضعف في خطوط القوات الحكومية .
– *الآثار على سير المعارك:*
1. تصعيد العمليات العسكرية : ستسعى القوات المسلحة و القوات النظامية و المشتركة في إستغلال هذا الإنتصارات الغالية لتوسيع نطاق عملياتها وإستهداف المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع المتمردة .
2. ربما تبنى المليشيا المتمردة أسلوب حرب العصابات لضرب خطوط الإمداد الحكومية وتعطيل تقدمها وتبخيس انتصاراتها لرفع الروح المعنوية المنهارة لقواتهم المنهزمة و المتقهقرة مقابل الإندفاع العسكري للقوات المسلحة و القوات المشاركة معها بروح معنوية تعانق السماء .
3. احتمال طلب المليشيا الدخول في مفاوضات : إذا تصاعد الضغط على المتمردين وفقدوا المزيد من المناطق، قد يضطرون للدخول في مفاوضات مع الحكومة .
* *في خاتمة مقتلي نخلص إلى الآتي :*
1. إن تحرير مدني و قرى ولاية الجزيرة يُرجح كفة القوات المسلحة و القوات النظامية و المشتركة ميدانياً ومعنوياً ، لكنه قد يدفع المتمردين لتكثيف عملياتهم في محاور أخرى.
2. المحصلة النهائية تعتمد على قدرة الجيش السوداني عسكرياً و سياسياً من خلال الدعم و الإلتفاف الشعبي حلوه في إستغلال هذه التطورات وتوظيفها ضمن استراتيجياته العسكرية والسياسية .
3. سيكون تحرير ولاية الجزيرة بداية الإنهيار الفعلي للمليشيا المتمردة مما سيتبع ذلك تأثيرات عليها في باقي المناطق التي تشهد عمليات عسكرية نشطة مع الجيش السوداني التي ستشهد فرار المرتزقة والمجبرون على القتال في صفوفها بعد انحسار مناطق سيطرتها في الخرطوم ووسط السودان في ولايتي سنار والجزيرة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى