أدخل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، “صقور الجديان”، على قلوبنا فرحة وسعادة لا توصف بتأهله إلى نهائيات أمم أفريقيا للاعبين المحليين في بطولة “الشان”. كذلك فرحتنا كانت كبيرة بمباراة منتخب رواندا ضد منتخب جنوب السودان، حيث لعبت الفرق بروح الرياضة العالية، وأظهرت سلوكيات وأخلاقيات تليق بكرة القدم.
لعب منتخبنا بجدية واستحق الفوز ونقاط المباراة، وكانت المباراة قوية وجميلة. لكنني استغربت كيف خسرت رواندا المباراة الأولى بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، على الرغم من سمعتها القوية، ولكنها حققت الفوز في نهاية المطاف.
أما فيما يخص التصفيات، فطريقة التأهل كانت غريبة وغير مقبولة. كيف يُمكن للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) أن يمنح استضافة البطولة لثلاث دول من نفس إقليم منطقة “سيكافا”؟ طريقة التصفيات كانت غير عادلة وغير منطقية، وهي بمثابة ظلم حقيقي.لكن، رغم كل ما حدث، نحمد الله ونشكره على توفيقنا بتأهل منتخبنا الوطني “صقور الجديان” بجدارة، بعد أن فاز في مباراتين متتاليتين، ليتأهل رسمياً للنهائيات. هذا الإنجاز تحقق بفضل دعوات أهل السودان وعزيمة أبطالنا.إلا أن اتحاد كرة القدم السوداني وقع في أخطاء، حيث أخفى عنا شروط البطولة وطريقة التأهل. إذا كان يعلم من البداية بهذه الشروط، فذلك يعد مصيبة. والمصيبة الكبرى إذا كان لا يعلم بها، ما يعني أن حسابات البطولة أدخلتنا في حالة من القلق والتوتر، وكان من الممكن أن نفقد الأمل ونتعرض للظلم. رغم ذلك، أسعدني فوز رواندا وأخلاقيات لاعبيها، وهو ما جعلنا نتوقع الحزن والندم بعد كل الجهود التي بذلناها.وبعد فوزنا، فرضت اللجنة المنظمة للبطولة نظاما جعلنا ننتظر نتيجة مباراة جنوب السودان ورواندا. ومع ذلك، تأهلنا رسمياً لنهائيات أمم أفريقيا للاعبين المحليين، ونعتبرها خير إعداد لمباراتي السنغال في تصفيات كأس العالم. إن شاء الله، مع هذه الروح والتفاهم بين المدير الفني الغاني “كواسي أبياه” واللاعبين، سيكون لنا حضور قوي في كأس العالم 2026 . وبإذن الله، ستكون نتائج منتخبنا الوطني بداية لنهضة كروية سودانية، تنسينا الأحزان، وتساعدنا في التغلب على الألم والدمار الذي مررنا به، من قتل ونهب وسرقات.
