إحدى العادات والظواهر السلبية التي ظهرت في كرة القدم السودانية خلال السنوات الأخيرة تتعلق بفترة تسجيلات وانتقالات اللاعبين. دائمًا ما تصاحب هذه الفترة أخبار غير صحيحة تتحدث عن نوايا أندية القمة السودانية، الهلال والمريخ، بترشيح عدد من اللاعبين المغادرين كشوفاتهم أو اللاعبين الجدد المرشحين للانضمام. معظم هذه الأخبار مجرد “طق حنك”، لكن بعضها يؤثر بشكل كبير على اللاعبين المرشحين للمغادرة، خاصة المحترفين مثل كوليبالي وجان كلود في نادي الهلال.في الفترة الأخيرة، بدأ مجلس إدارة نادي الهلال يتعلم من أخطائه السابقة، حيث أصبح يسجل اللاعبين وفقًا للحاجة الفنية والخانة، وبرؤية واضحة وبمشاورات فنية دقيقة. في معظم دول العالم، تعد فترة التسجيلات أمرًا طبيعيا وعاديا. يُعلن النادي عن اللاعبين المرشحين للتسجيل أو المغادرة منذ وقت مبكر، ويتم الكشف عن أسمائهم وقيمة التعاقد والراتب الشهري وبقية الامتيازات، بالإضافة إلى مدة العقد. حتى اللاعب المشطوب أو المغادر يتم إخطاره بوقت كافٍ لمعرفة وجهته المقبلة، ويتم فتح الأبواب أمامه للمغادرة مع تسوية مستحقاته المالية.
تُنفَّذ جميع هذه الإجراءات بشكل علني دون أي مشاكل أو قضايا تُرفع إلى الفيفا. التسجيلات وانتقالات اللاعبين تطورت كثيرًا، وتجاوزت مرحلة خطف اللاعبين أو إخفائهم في غرف التسجيلات، كما انتهت مشاهد الشو الإعلامي. أصبحت جميع الخطوات والاتفاقات والنقاشات تتم في العلن، ولم يعد هناك شيء يُدار “تحت الطاولة”.بدأ مجلس الهلال في اتخاذ خطوات صحيحة نحو الاحترافية، ونسلك طريقًا إيجابيًا في هذا الشأن. نأمل أن تُكلَّل مساعي وجهود القمة السودانية، الهلال والمريخ، بالنجاح، وأن تتجاوز الأخطاء والسلبيات الماضية للمضي قدمًا نحو عالم الاحتراف الحقيقي.