أمل أبوالقاسم تكتب : “منبر جدة” بين سندان الدعم السريع ومطرقة البعض

بينما يمضي الوقت

لا تفتأ الحكومة تردد أن لا تفاوض مع الدعم السريع إلا على مخرجات منبر جدة بل وقطع وزير الخارجية السودانية السفير د. على يوسف أمس الأول على هذا الأمر خلال لقائه نائب وزير الخارجية السعودي “وليد الخريجي: ببورتسودان. وبالمقابل يردد السيد القائد العام للجيش من وقت لآخر بأن لا تفاوض مع المليشيا وفي الوقت نفسه لا يرفض ضمنيا التفاوض على منبر جدة ضمنيا بل رددها كذلك ما يعني قبوله كمبدأ هو لا غيره.

ولماذا التمترس على منبر جدة ؟ والذي خاض السودان في اجتمعاته لأكثر من مرة بدء من 13 مايو 2023م وليس انتهاء بآخر جولتين في أغسطس 2024م برئاسة وزير المعادن أ:بو نمو” انتهت جميعها بالفشل بسبب عدم التزام الدعم السريع بالمخرجات فضلا عن عوامل أخرى بالأخيرة. دون الخوض في تفاصيل معلومة. تساءلت ان لماذا جدة؟ ولعل السبب معلوم كذلك ان الجيش وضع شروط تحفظ للمواطن والبلد كرامته وحقوقه لم يتزحزح عنها ولن، بدليل أنه وطيلة هذه المدة لم يتنازل كما لم يقبل بأي دعوة للحوار والتفاض بخلافه.

صحيح اننا شهدنا بقبول السودان لكل ما من شأنه وقف الحرب من الدول التي سعت لذلك، وانفتح عليها بصدر رحب لكن بما يحفظ الحقوق وسيادة السودان، ولما كان اغلبها يسعى لمساواة الطرفين ، فضلا عن ميول واضحة للمليشيا التي لم تجرؤ اي من الدول الداعية تجربمها دعك من وصفها بالإرهابية، تم رفضها وآخرها دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ودعوته لتجسير الهوة مع دولة الإمارات الراعي الرسمي للحرب قبلت القيادة لكن عندما عادت وعرضت لقاء قائد الجيش بزعيم المليشيا رفضت.

وحيث ان السودان كان وما زال رافضا لأي تفاوض بخلاف ما بنى على “منبر جدة” إذن لم يشتط البعض في الأمر؟ سيما وأن الحوار عسكري في المقام الأول أي ليس هناك نقاش حول السياسي الذي ربما يأتي لاحقا في آخر أجندة الحوار.

وعلى ذكر السياسي تابعنا الدعوات المتلاحقة لعدم إشراك قوى الحرية والتغيير سيما من انضوى تحت جسم “تقدم” بما في ذلك مكونات من لدنها. وهو ذات النهج الذي اتبع سابقا مع المؤتمر الوطني وقد باتت عبارة ( ما عدا ) حينها علكة ومفردة مستهلكة في كل برنامج أو تصريح. والآن انقلبت الآية لما اغترفته الأولى ليس بحق القوى السياسية بل بحق الشعب السوداني وهكذا دواليك بين المكونات السياسية ما اقعد بالسودان منذ أمد طويل فالجذب والشد بينهم هو آفتنا أبدا.

وبالنسبة للحرب وميدان المعارك فقد التقط الجيش وأهل بيته من أفراد الجهاز ومعاونيه من المشتركة التي أحدثت فرقا، والمستنفرين الذين قدموا المهج رخيصة، التقط زمام المبادرة والهجوم ويمشون بخطى حثيثة وواثقة، يأتمرون بأمر قادتهم ويلتزمون توجيهاتهم. قادتهم الذين يديرون دفة الأحداث كليا باقتدار يواصلون جميعا الليل بالنهار من أجل أستعادة الأمن والسلام لربوع السودان، إذن فالذين بالميدان لا يضيرهم أن ذهبت القيادة لتفاوض أو غيره بل بفضلهم ينجح هذا الأمر لجهة أنه وكلما كان الموقف الميداني قويا كان الدعم السريع في اضعف حالاته سوى بالميدان أو باجتماعات التفاوض، وكانت فرص الجيش وموقفه قويا.

صحيح ان المعركة تمضي بقوة لصالح القوات المسلحة ولكن الطريق ما زال ممتد، والزمن يمشي على كاهل المواطن الذي يعاني الأمرين تشريدا تجرع ويلاته حنظلا، هذا بخلاف الانتهاكات المستمرة بحقه. حتى وإن انتهت الحرب كيف لنا الوثوق في ان ليست هنالك جيوب بيننا، لذلك فإن “جدة” التي تستمسك به الحكومة كدعوة للتفاوض يحقق كل ذلك أن استجابت المليشيا وإلا فاليمضي الميدان وإلى أي وقت حتى يقضى عليها تماما. فإن كانت القوات المسلحة صمدت في وجه المعركة كل تلكم المدة وواجهت جبروت دول مجتمعة دون أن تلين لها قناة فلن يثنيها أي تدخل جديد أو سابق من المضي في أهدافها مهما تكالب عليها الأعداء.

وللذين يدعون للحوار والتفاوض وحيث ان الجيش قال كلمته التي لا تراجع عنها كما أبلغهم جميعا ولم يتراجع كل تلكم المدة بل جدد الرفض خلا “جدة” فعلى القائمين بالأمر مخاطبة الطرف الثاني من الحوار ودعوته لقبول شروط “منبر جدة” بدلا من إضاعة الجهد مع قيادة الدولة التي اوضحت موقفا لا تنازل عنه.

Exit mobile version