عبد الماجد عبد الحميد يكتب : وفي حيرة من أمرها

■ لاتزال أجهزة المخابرات العالمية والإقليمية في حيرة من أمرها .. ستأخذه هذه الأجهزة وقتاً طويلاً ريثما تجد إجابة علي السؤال : كيف استطاعت القوات المسلحة السودانية ومن خلفها الشعب السوداني .. كيف استطاعت كسر شوكة تمرد مليشيات التمرد واقتلاعها اقتلاعاً من كل المواقع والمناطق التي د+نستها وآخرها منطقة صالحة والتي كانت ختام مسك معارك الكرامة في ولاية الخرطوم؟ ..
■ كنت شاهد عيان علي الطريقة المدهشة التي أخلت بها أمريكا آخر رعاياها من الخرطوم .. عند الساعة الثانية صباحاً من ذلك اليوم تابعت من سطوح منزلي بمنطقة الروابي هبوط طائرات علي سطح مقر السفارة الأمريكية بسوبا بينما كانت طائرات أباتشي أخري تقوم بتأمين طائرات إجلاء موظفي السفارة الأمريكية .. نقلت ذلك الحدث في حينه لقناة الجزيرة ..
■ بينما كانت تاتشرات مليشيا التمرد تبدأ في أخذ مواقعها الحاكمة قلب العاصمة الخرطوم .. كانت السفارات والبعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية تحزم أمتعتها وتغادر السودان ترافقها حملة إعلامية في كل المحطات الفضائية تنقل وعلي مدار الساعة صور ومشاهد إجلاء رعايا الدول الأجنبية من السودان .. كان الإهتمام بتأمين مغادرة موظفي السفارات والمنظمات مقدّماً علي توضيح حقيقة الموقف الأمني في الخرطوم ..
■ لم يعد سرّاً وغير قابل للنفي أن المخابرات الأمريكية كانت علي قناعة موثقة بأن مليشيا التمر+د السريع ستبسط سيطرتها علي كامل تراب السودان في مدة أقصاها 72 ساعة .. وتمت إحاطة الدبلوماسيين العرب بالسودان بهذه المعلومة وقام هؤلاء بدورهم بنقل الموقف المعلوماتي الأمريكي لملوك وأمراء وروؤساء دولهم .. ومن يرصد تسلسل الأحداث يجد هذا الموقف حاضراً في تعاطي هذه الدول مع الملف السوداني في زمان الحر.ب ..
■ اليوم وقد أكملت القوات المسلحة السودانية واجبها المقدس بتحرير وتطهير الخرطوم فإن متغيرات كثيرة ستطرأ علي المشهد برمته .. وماليس سرّاً وغير قابل للنفي أيضاً أن ذات أجهزة المخابرات التي أشرنا إليها تعكف منذ مدة علي تحليل يوميات ومجريات الحر+ب لتقف علي مكمن القوة الذاتية والذهنية التي أدارت بها العقلية العسكرية السودانية الحر+ب ضد مليشيات التمر+د وداعميها الظاهرين والمستترين .. لأن الذي حدث ويحدث يحتاج لتحليل عميق حتي يتم فهم كيف سيتم التعامل مع هذه الظاهرة الجديدة في تاريخ السودان .. أن تبسط حركة متمر+دة بغطاء دولي كامل سيطرتها علي أهم مفاصل العاصمة القومية للبلاد ثم يتم سحقها وطردها بق+تال أسطوري لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلاً ..
■ الحمد لله رب العالمين ..

عبد الماجد عبد الحميد

Exit mobile version