منذ أن أعلن بنك السودان تغيير العملة من ( فئتي الألف وخمسمائة ) بدر سؤال بديهي في ذهني وأذهان الكثيرين من عامة الشعب : هل البنوك مستعدة لعملية التغيير؟ هل المُدة كافية لإستقبال الأموال من المواطنين؟ وحتى أعرف هذه الخطوة كان لزاماً عليّ أن أخوض تجربة الوقوف في الصف لمعرفة ما يدور والإلتزام بموجّهات بنك السودان المركزي .
يّممت وجهي صوب بنك النيل الأزرق المشرق بالقضارف مع العلم أنني أملك حساباً في الفرع الخاص بالخرطوم ، فلم أكن محتاجاً لفتح حساب جديد ؛ ذهبت للبنك الذي أدوام عليه من الحين والأُخرى فمن البوابة الخارجية ومع دخولك للفرع تجد أفراد الشُرطة ( ربيع ويوسف ) ببشاشة وإحترام يستقبلون الزوّار، وتجد حُسن المعاملة مع الموظفين ( سامي ، أحمد ، محمد ) كذلك الموظفات ( عائده وساميه ) وغيرهم من الموظفين والموظفات .
بنك النيل الأزرق المشرق بالقضارف يستقبل زوّاره في غاية الرُقي والتهذيب والإحترام يقودهم المدير كمال بحنكة وطيب خاطر هذا هو إنطباعي عنهم منذ سنوات فهم عبارة عن مجموعة من التجانس في أداء وظيفة تتطلب مواصفات معينة نجح بنك المشرق في خلق علاقات طيبة مع رواده ( فبعد تمرد الدعم السريع أصبحت أبغض كلمة عُملاء ) .
تغيير العملة من القضايا المهمة التي تحتاج لتكاتف الجهود وتذليل الصِعاب حتى يتمكن المواطنين من إكمال إجراءات التبديل بعد فتح الحسابات المصرفية ، سأسرد تجربتي مع بنك النيل الأزرق المشرق وأكتب ملاحظاتي منذ دخولي حتى إستلام إيصال التوريد . ولنبدأ بتفاصيل فتح الحساب وسرعة الإجراء:
(1)
نجح بنك النيل المشرق في فتح الحسابات المصرفية للمواطنين في وقت وجيز وهو إنجاز حقيقي يُحسب للبنك وإدارته فما شاهدته بعيني من الأعداد الكبيرة التي تستلم رقم الحساب وتذهب مباشرة للتوريد يؤكّد سُرعة الإنجاز ، فكل من دخل البنك سيكمل إجراءاته وإن كانت حتى صلاة العشاء وهذا ما حدث معي في أمر التوريد .
(2)
دخلت بنك المشرق في تمام الساعة الواحدة ظهراً من يوم الخميس الماضي وجدت أعداداً كبيرةً جداً من المواطنين داخل صالة البنك ، الجميع جلوس في الكراسي المخصصة ما عدا القِلة التي تقف في إنتظار دورها فألنظام يحفظ للجميع حقهم ، أكملت عملية التوريد قبل صلاة العشاء بنصف ساعة فقط ، وما أصعب الإنتظار! والمشاهد التي رأيتها فأجزم وأبصم بالعشرة هنالك عملة كبيرةً جداً لم تكن لتعود للبنوك لو لا عملية التغيير وهذا يثبت أنَّ العملة الورقية أكثرها خارج النظام المصرفي .
هنالك بعض الملاحظات التي شاهدتها خلال إنتظار تبديل العملة ببنك النيل المشرق :
أولها يخص البنك أعلاه حيث توجد مكنة واحدة لعد النقود تعمل للمواطنين والتجار وتوجد أُخرى للشركات وأسماء العمل وهذه إحدى المعوقات التي تأخذ زمن الموظفين والمواطنين معاً وبرغم ذلك إلاّ أنهم إستطاعوا أن يستقبلوا كميات ضخمة من العملة وفي خواتيم اليوم أي بعد صلاة المغرب ما جذب إنتباهي إحدى الموظفات تستلم من السيدات وتقوم وتعمل على عد النقود بيدها حتى لا تنتظر أكثر .
ثانياً : كان على بنك السودان المركزي قبل تحديد موعد التغيير أن يصدر توجيهاً لفتح الحسابات وأن يكون لمدة إسبوع فقط ثم بعدها مباشرة يُعلن الفترة الزمنية فهذا الأمر سيسّهل على المواطنين والموظفين، فما سمعته من الذين قدموا من قُرى القضارف وصعيدها بالتحديد أنَّ الفترة غير كافية لوجودهم في مناطق لا توجد بها بنوك وهنالك نقص في موظفي البنوك خاصةً بعد الحرب إضافةً إلى ضيق مساحاتها التي تسقبل أعداداً محدودةً.
تجربتي مع بنك المشرق كانت مُرضية جداً برغم مكوثي ست ساعات داخل البنك فألنظام محفوظ والمقاعد متوفرة ما عدا قِلة تقف على أرجلها وهذه تُحسب للبنك إضافةً إلى التعامل الجميل من الموظفين والموظفات في تذليل العقبات أمام الزوّار، الأمر الذي أفضى إلى إكمال معاملات كل من دخل حرم البنك .