استأنفت نشاطها وطرحت رؤياها حول الراهن السياسي.. اللجنة المركزية للحركة الشعبية.. بدايـة جـديـدة..

ما هو موقفها من الحرب؟، ورؤيتها للسلام في منطقة جبال النوبة؟..

أعلنت انحيازها للجيش، والمشاركة في خندق القتال لدحر الميليشيا..

كبير: التفاف المكونات السودانية في الذود عن الوطن يمثل قمة الوعي..

معاوية دانيال: أدعو الحلو إلى اتخاذ موقف وطني بدعم الجيش لقتال الجنجويد..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

استأنفت اللجنة المركزية للحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع جبال النوبة المتحد نشاطها التنظيمي بعد غيبة طويلة عن المشهد السياسي، وعقدت اللجنة المركزية مؤتمراً صحفياً بمدينة بورتسودان تناولت فيه قضايا الراهن السياسي وموقفها من الحرب المندلعة في البلاد منذ الخامس عشر من أبريل 2023م، جراء تمرد ميليشيا الدعم السريع، واستعرضت اللجنة المركزية رؤيتها لمستقبلها السياسي، وقضايا السلام وتعزيز الاستقرار وإرساء دعائم التنمية والإعمار.

انشقاق عن قرنق:
واللجنة المركزية للحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع جبال النوبة المتحد، هي أول فصيل أعلن طلاقاً بايناً بينونة كبرى عن الحركة الشعبية لتحرير السودان الأم، وتقول اللجنة المركزية إن سبب خلافها مع دكتور جونق قرنق وانسلاخها عنه يعود إلى قراءتها المبكرة لمألات الأوضاع داخل منظومة الحركة الشعبية الأم والتي تتجه إلى الانفصال عن السودان الكبير، حيث حاولت قيادة اللجنة المركزية بقيادة الراحل المقيم الأستاذ محمد هارون كافي أن تدعم خط الوحدة ولكنها لم نفلح في ذلك، يأتي ذلك في وقت كانت فيه الحركة الشعبية في منطقة جبال النوبة بقيادة القائد عبد العزيز الحلو تعيش حالة من التردي والتراجع في ظل محاولات اللحو الانفراد بسلطة الحركة وتهميش بقية القيادات والخروج عن جادة الطريق والانحراف بمنفستو الحركة عن قضية جبال النوبة والتي من أجلها خرجت الحركة الشعبية على حكومة الخرطوم ورفعت السلاح في وجهها منذ العام 1984م، وبعد مشاورات سرية مستمرة، قاد الراحل محمد هارون كافي الفصيل المنشق عن الحركة الشعبية الأم ووقع في العام 1997م على اتفاقية الخرطوم للسلام – بروتكول جبال النوبة، حيث وقع عن جانب الحركة رئيسها محمد هارون كافي، فيما وقع عن حكومة السودان الراحل محمد الأمين خليفة، وتم تشكيل اللجنة المركزية لتكون الجسم المعني بمتابعة تنفيذ اتفاقية الخرطوم للسلام – برتوكول جبال النوبة.

دعم الجيش:
لقد فطمت اللجنة المركزية قطاع جبال النوبة المتحد نفسها عن الحركة الشعبية لتحرير السودان الأم واتخذت طريقها وعادت إلى أحضان الوطن وأحدثت حراكاً سياسياً كبيراً ليس في جبال النوبة وحدها وإنما على مستوى السودان، ولكن ذلك لم يستمر طويلاً في ظل المراوغات التي كان يتميز بها نظام المؤتمر الوطني بالتنصل عن الاتفاقيات المبرمة مع الفصائل التي كانت تحمل السلاح في وجهه، ومع ذلك ظلت اللجنة المركزية تعمل هنا وهناك من خلف كواليس ومن وراء جدر، حتى قررت أخيراً استئناف نشاطها السياسي بشكل علني في توقيت تمر فيه البلاد بمنعطف تأريخي خطير في ظل حرب وجودية تستهدف السودان بثرواته وموارده، وإنسان السودان بقيمه وقدراته، لذلك لم يكن مستغرباً أن تقف اللجنة المركزية في الضفة المنطقية من النهر بانحيازها للقوات المسلحة، وقد أعلن الأستاذ عبد العزيز حسين ممثل الأمين العام للجنة المركزية أنهم مستعدون للمشاركة في خندق واحد مع القوات المسلحة من أجل دحر التمرد، والمساهمة في بناء وإعادة إعمار السودان عامة وولاية جنوب كردفان ـ إقليم جبال النوبة بصفة خاصة.

وضع استثنائي:
السودان يمر بوضع استثنائي يتطلب توحيد جهود جميع السودانيين وانصهارهم في بوتقة واحدة دفاعاً عن الأرض والعرض، هكذا ابتدر السفير عبد الباقي حمدان كبير القيادي السابق باللجنة المركزية للحركة الشعبية قطاع جبال النوبة مداخلته في المؤتمر الصحفي، مشدداً على ضرورة أن يتلف جميع السودانيين حول قواتهم المسلحة في هذه الحرب التي تقودها ميليشيا الدعم السريع مسنودة بمحاور إقليمية ودولية، وقال كبير حرب السودان إن القوات المسلحة هي النواة الأساسية في الدفاع عن الوطن، ممتدحاً تضحياتها الكبيرة التي قدمتها في هذه الحرب وتضحيات القوات المساندة لها من الأجهزة الأمنية والنظامية، والقوة المشتركة، والمقاومة الشعبية، والمستنفرين، مبيناً أن التفاف كل هذه المكونات في الذود عن حياض الوطن يمثل قمة الوعي، مبشراً بقدرة هذه القوات على حسم المتمردين وداعميهم، واصفاً الحرب التي تدور رحاها في السودان منذ نحو عشرين شهراً، بالنموذج المختلف ارتكازاً على الأسلوب الهمجي الذي ظلت تنتهجه ميليشيا الدعم السريع باستهدافها المواطنين الأبرياء والعزل، مؤكداً عدم وجود هدف لهذه الميليشيا بإشعالها الحرب إلا تدمير السودان ونهب خيراته، وأبدى السفير عبد الباقي حمدان كبير مندوب السودان الدائم بالاتحاد الأوروبي أسفه لاستقواء قوى أجنبية بأفراد وتنظيمات معروفة مما يمثل خيانة كبرى للبلد، منوهاً في هذا الصدد إلى أهمية قيام أجسام وطنية من أجل تحقيق وحدة البلاد واستقرارها.

استجابة وطنية:
وأعرب القيادي بالحركة الشعبية لتحرير السودان شمال قطاع دارفور، العميد معاوية علي عوض الله، عن ترحيبه باستئناف اللجنة المركزية نشاطها السياسي في السودان، معتبراً الخطوة استجابةً وطنية أملتها ضروريات مرحلية، وتحديات أمنية تهدد سلامة واستقرار البلاد، مبيناً أن اللجنة المركزية هي النواة الحقيقية والحاضنة السياسية لكل فصائل الحركة الشعبية التي تشرذمت وتقطعت بها السبل، معرباً عن أمله في أن تكون للجنة المركزية القوة والقدرة على التواصل والاتصال بكل مكونات الحركة الشعبية الموجودة بالداخل لتنسيق الجهود والمواقف ومحاولة استعادة جسم الحركة الشعبية القوي الواحد المتحد ليشكل إضافة للمشهد السياسي في سودان ما بعد الحرب، ووجه العميد معاوية دانيال رسالة إلى قائد الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو، بألا يختزل الحركة الشعبية في شخصه، وأن يقف موقفاً وطنياً شجاعاً يعكس حقيقة القائد الوطني، وذلك بالاصطفاف حول القوات المسلحة والقوات المساندة لها في حربهم الوجودية ضد أوباش ميليشيا الجنجويد، وأعوانهم من المحاور الإقليمية والدولية والتي قال إنها تستهدف تمزيق السودان وتفتيت وحدته.

خاتمة مهمة:
على كلٍّ فقد خطت اللجنة المركزية للحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع جبال النوبة المتحد أولى الخطوات على طريق استعادة موقعها القديم في خارطة العمل السياسي بالسودان، وحسناً فعلت باختيارها توقيتاً مناسباً تواجه فيه البلاد تحديات جسام تتطلب من القوى الوطنية التماسك ونبذ الخلافات والالتفاف حول السودان، والاصطفاف حول قواته المسلحة والقوات المساندة لها في هذه الحرب الوجودية، وإيد على إيد تجدع بعيد.

Exit mobile version