الخرطوم : الحاكم نيوز
أخذت الحرب في السودان بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع منحي خطير ربما يؤدي الي تهديد الأمن في البحر الأحمر ، في ظل إستمرار مد بعض الدول للمليشيا بالأسلحة المتطورة والسماح لها باتخاذ أراضيها لإطلاق المسيرات والصواريخ .
هذا التصعيد له إنعكاسات سلبية وخطيرة على دول المنطقة عموما ودول البحر على وجه الخصوص، مما يستدعي تحرك عاجل للجلوس مع الدول التي تدعم المليشيا بالتوقف عن ذلك وإتخاذ الإجراءات ضدها في حال تعنتها والمواصلة في ذلك الدعم .
إستهداف المنشآت المدنية
وواصلت ميليشيا الدعم السريع، استهداف المنشآت الحيوية والمدنية في مدينة بورتسودان، العاصمة المؤقتة للسودان والتي تقع على ساحل البحر الأحمر، بالمسيرات الانتحارية، وطالت الهجمات الممنهجة مستودعات النفط والوقود، ومحطات الكهرباء الأساسية في المدينة، ومطار بورتسودان الدولي.
وتستمر ميليشيا الدعم السريع في التصعيد للسريع في بورتسودان، إذ قصفت منشآت، عن طريق مسيرات انتحارية، الثلاثاء، واستهدفت المسيرات، محيطي ميناء ومطار بورتسودان، حيث تصاعدت النيران وأعمدة الدخان بكثافة في سماء المدينة، وارتفعت ألسنة اللهب في مستودعات النفط على مقربة من الميناء الرئيسي في بورتسودان على ساحل البحر الأحمر.
إنفجارات في فندق مارينا
وكشف شهود عيان، عن سماع دوي انفجارين قرب فندق مارينا وسط بورتسودان وفي محيط قاعدة فلامنجو العسكرية، تسببا في تصاعد محدود للدخان.
وألحقت المسيّرات أضرارًا محدودة بفندق مارينا القريب من مقر قصر الضيافة وسط بورتسودان.
وقصفت مسيرات الدعم السريع مستودعا للوقود داخل مطار وبورتسودان الدولي، وهو ما تسبب في انفجار ضخم وحريق بالمطار.
وأخلت السلطات المطار على الفور من المسافرين، وعلّقت الرحلات الجوية، بينما باشرت قوات الدفاع المدني احتواء النيران الناتجة عن القصف.
كما هاجمت مسيّرات الدعم السريع مستودعات الوقود الاستراتيجية جنوب بورتسودان الاثنين، ما تسبب في اشتعال حرائق ضخمة ما زالت فرق الإطفاء تتعامل معها.
المؤسسات النفطية تحت نيران المسيرات
ومن جهته كشف محي الدين محمد نعيم، وزير الطاقة والنفط السوداني، عن حجم الخسائر التي لحقت بمستودعات النفط التي استهدفتها مسيرات ميليشيا الدعم السريع الانتحارية، وأكد أن المستودع الرئيسي للنفط ببورتسودان تعرض للحريق، إلى جانب احتراق أربعة تنكات رئيسية أخرى، قائلا :”هذه الهجمات العشوائية استهدفت المنشآت الاستراتيجية، وأضرت بمقدرات الشعب السوداني”.
وأدان وزير الطاقة والنفط السوداني، ما وصفه بالعمليات الإرهابية التي استهدفت المستودعات الاستراتيجية ببورتسودان.
وتابع نعيم، عمليات الإطفاء بالموقع لاحتواء الحرائق التي اندلعت في مستودعات الجازولين ثم انتقلت إلى المستودعات المجاورة التي تمتلئ بالوقود وتجري عمليات الإطفاء من قبل شرطة الدفاع المدني وفقا لوكالة أنباء سونا.
ووصف وزير النفط السوداني، الاستهداف الممنهج لميليشيا الدعم السريع لمستودعات النفط، يمثل تهديدًا خطيرًا، مشيرًا إلى أن معدات الإطفاء القادمة من المملكة العربية السعودية ستصل قريبًا، حيث من المتوقع وصول طائرات الإطفاء خلال الساعات القادمة.
محطات الكهرباء لم تنجو
وفى سياق متصل، كشفت شركة كهرباء السودان، عن استهداف مسيرات ميليشيا الدعم السريع الانتحارية، لمحطة بورتسودان التحويلية، مؤكدة أن المسيرات أصابت محطة الكهرباء صباح اليوم الثلاثاء، وهو ما أدى لانقطاع تام للتيار الكهربائى في بورتسودان.
وقالت شركة كهرباء السودان في بيان :”يعتبر هذا استهداف ممنهج لمحطات الكهرباء بصورة متكررة مما ينعكس سلبا على خدمات المواطنين في المياه والصحة وغيرها”.
وتابع البيان :”نطمئن المواطنين الكرام بأن الفريق الفني من مهندسين وفنيين وعمال في موقع الحدث لتقييم الأضرار، وسوف نوافيكم بمزيد من التفاصيل لاحقا”.
وفى تعليق على استهداف الدعم السريع لبورتسودان، أكد الدكتور خالد الأعيسر، المتحدث باسم الحكومة السودانية ووزير الإعلام السوداني، أن قوات الدفاع المدني السوداني، وكافة الأجهزة الأمنية، تقوم بواجبها على أكمل وجه للتعامل مع هجمات الدعم السريع بالمسيرات الانتحارية على مدينة بورتسودان.
وقال في تصريحات صحفية، على هامش زيارته لمستودعات الوقود في الميناء الجنوبي في مدينة بورتسودان، والتي تعرضت للاستهداف،:”أؤكد لشعبنا السوداني الصابر أن قوات الدفاع المدني وكافة الأجهزة الأمنية تؤدي واجبها على أكمل وجه، وأن إرادة الشعب السوداني ستظل عصية على الانكسار، ولن تُرهب بمثل هذه الأفعال الإجرامية والإرهابية المحرمة بموجب كل القوانين الدولية”.
ويشار إلى أن هذه الهجمات المتتالية، تعتبر هي المرة الأولى التي تشن فيها الطائرات المُسيّرة على بورتسودان الواقعة على ساحل البحر الأحمر منذ اندلاع النزاع، وهي المدينة التي أصبحت مقرًا مؤقتًا لإدارة حكم البلاد بعد الدمار الواسع الذي لحق بالعاصمة الخرطوم.