أخر الأخبار

كلمات صريحة – بدر الدين الباشا – عودة النشاط الكروي.. عشنا وشفنا

تفاجأنا، ونحن نعيش في أوقات عصيبة وظروف استثنائية من انعدام الأمن والاستقرار، بأن اتحاد كرة القدم السوداني أصدر سلسلة من القرارات التي أثارت جدلًا واسعًا. ففي خضم هذه المحنة الكبيرة، ومع صعوبة السفر والتنقل بين الولايات السودانية، أعلن الاتحاد عن استئناف النشاط الكروي بتحديد يوم 15 يناير موعدا لانطلاق الدوري الممتاز لكرة القدم بعد توقف دام لعامين.هذا القرار جاء في ظل انحصار النشاط الرياضي والإداري في ولايات محدودة مثل البحر الأحمر، نهر النيل، والشمالية، حيث اقتصرت الحركة على مدن بورتسودان، عطبرة، دنقلا، كريمة، وكسلا. ورغم أهمية استئناف النشاط الرياضي، إلا أن القرار اتخذ دون أي دراسة أو ترتيب مسبق، ما يعكس حالة من الاستعجال وعدم التخطيط.
الأندية تعاني من توقف كامل لنشاطها منذ بداية الحرب وحتى الآن، حيث أصبحت الملاعب بحاجة إلى إعادة تأهيل وصيانة، بينما يفتقر اللاعبون إلى التدريبات والإعداد البدني. امس هو يوم 12 ديسمبروغدايوم ١٣ دبسمبر، ولم يتبقَّ سوى شهر على الموعد المحدد لعودة المنافسة، وهو وقت لا يكفي لتحضير الأندية التي تواجه تحديات مالية هائلة.العديد من اللاعبين مشرّدون، ما بين نازحين وفارين من جحيم الحرب، فيما تعجز الأندية عن تحمل تكاليف الإعداد التي تتطلب ميزانيات ضخمة. ومع غياب الدعم المادي من اتحاد كرة القدم أو الدولة، يصبح استئناف النشاط في هذه الظروف مهمة شبه مستحيلة.قرارات الاتحاد جاءت متأخرة وغير مدروسة، وكان من الممكن إطلاق المنافسة العام الماضي بمساهمة من الدولة، ما كان سيبعث رسالة إيجابية للعالم عن قدرة السودان على الصمود والتحدي. لكن الاتحاد عجز عن تقديم أي التزامات مالية لدعم الأندية، بل حملها المسؤولية الكاملة، ما يضعف فرص نجاح الدوري في ظل هذه الظروف.
لضمان استئناف المنافسة بنجاح، يجب أن يتحمل الاتحاد مسؤولياته كاملة، وذلك من خلال توفير دعم مالي مباشر للأندية، والتنسيق مع الدولة والجهات الداعمة لإعادة تأهيل الملاعب. كما يمكن إطلاق دوريات مصغّرة كمرحلة تجريبية لاستعادة النشاط تدريجيا، مع تقديم برامج تدريبية عاجلة للاعبين الذين يعانون من انقطاع طويل عن النشاط.
إعادة الحياة للملاعب السودانية ليست مجرد قرار رياضي، بل هي خطوة نحو ترسيخ الأمل والتخفيف من آثار الحرب النفسية على المجتمع. نجاح الدوري يتطلب تعاونا مشتركا بين اتحاد الكرة، الأندية، والدولة، لضمان أن تعود كرة القدم السودانية بقوة تعكس روح التحدي والصمود.
*نواصل بإذن الله في الحلقة القادمة.*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى