في أول زيارة له للسودان بعد تقلده منصبه وزيرا للخارجية المصرية أختتم دكتور بدر الدين عبد العاطي زيارة الي بورتسودان وصفت بالمثمرة والناجحة من خلال اللقاءات التي أجراها مع رئيس مجلس السيادة ونظيره السوداني والقوي السياسية والمدنية السودانية .
وسر نجاح هذه الزيارة يكمن في ان الحقيبة التي يحملها عبد العاطي كانت واضحة ومفهومة وصريحة وشفافة حيث كانت أولي تصريحات له بعد تقلده منصبه كانت تتعلق بالسودان وبالقضية السودانية وموقف مصر نحوها في الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية .
وليس غريبا على عبد العاطي ان تكون ملفاته واضحة حيث اعلنت القيادة المصرية انحيازها للشرعية والقوات المسلحة السودانية منذ اندلاع الشرارة الأولي لحرب 15 ابريل متحسبة لكل المواقف الدولية التي يمكن ان تنتج عن هذا الإنحياز لأنها تتعامل مع السودان بكل شفافية ووضوح بعيدا عن التدخل في شؤونه الداخلية وقد تم ابعادها من منبر جدة رغم أنها الأولي من غيرها والأكثر أحقية للمشاركة فيه .
ونتيجة لهذه المواقف الصريحة كانت لابد لزيارة عبد العاطي لبورتسودان ان تحقق النتائج المرجوة في الملفات التي طرحت على طاولته تتعلق بمحاور متعددة من بينها قضايا إقليمية واخري ثنائية وثالثة تتعلق بأوضاع السودانيين في الأراضي المصرية .
ومن ابرز ما تم التوافق عليه قضية مياه النيل وتنسيق البلدين فيما يتعلق بسد النهضة وحقوق السودان ومصر في مياه النيل الأمر الذي يشكل تقدم لإيجاد اتفاق يحفظ حقوق البلدين المائية .
وكذلك التوافق على مواصلة مصر لإعادة عضوية السودان في الإتحاد الأفريقي ومؤسساته الأخري التي تم تجميدها لأسباب سياسية من بعض القوي الدولية والإقليمية، وقد وعدت مصر بمزيد من التحرك في هذا الملف الحيوي والمهم .
وقضية ثالثة ظلت تؤرق ملايين الأشخاص الذين توافدوا الي مصر بسبب الحرب تتعلق بالتعليم والإقامة وكذلك تأشيرات الدخول وأعتقد أن مصر ظلت حريصة جدا على معالجة هذه القضايا وانها لن تخذل السودانيين فيما يحتاجون اليه من خدمات داخل أراضيها لأنها فتحت قلبها لهم بكل أريحية فمن المستحيل أن تحرمهم من الإقامة او التعليم او تغلق ابوابها في إتجاه الراغبين الدخول اليها .
ونجاح زيارة عبد العاطي يقف خلفها سفيري السودان ومصر حيث ظل السفير المصري بالسودان هاني صلاح يقف داعما ومساندا للقضية والقضايا السودانية باعتبارها توجهات القيادة في مصر وكذلك السفير السوداني بالقاهرة الفريق اول ركن عماد الدين عدوي الذي ظل يعمل بهدوء في معالجة قضايا السودانيين في مصر .
الزيارة سيكون لها ما بعدها على أرض الواقع خاصة للسودانيين المتواجدين في مصر والذين ينشدون استئناف العام الدراسي لأبنائهم وأعتقد انهم سيجنون ثمار صبرهم وتفهم ، والحنكة والدبلوماسية التي اتخذتها قيادات البلدين في معالجة كافة القضايا التي تشغل الرأي العام في السودان وفي مصر