البـرهـان.. فـرس الرهــــان

مكاسب كبيرة لجولاته الخارجية، آخرها أرتيريا،،
االبـرهـان.. فـرس الرهــــان..

اطمأن في أسمرا على تجديد الموقف الأريتري الداعم للجيش في حرب الكرامة..

تزود بطاقة إيجابية، خلال التظاهر العفوية، وشكر أفورقي على مواقفه الإنسانية..

التقارب مع الجوار الأفريقي يبعثر أوراق الإمارات الساعية إلى الالتفاف على الڤيتو الروسي..

السند الجماهيري في الداخل والخارج، وقود الجيش لتنظيف البلاد من الميلشيا وأعوانها..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

ولا يزال في الكأس بقيةُ طعمٍ جميل من مذاق الزيارة الناجحة لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى دولة أرتيريا الجارة الشقيقة ذات المواقف الأصيلة والجليلة والداعمة للسودان حكومة وشعباً منذ اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل التي أشعلت فتيلها ميليشيا الدعم السريع بدعم وإسناد محاور إقليمية ودولية طامعة في موارد وثروات السودان ظاهرة وباطنة، وتبقى زيارة أرتيريا بداية لجولات خارجية في المحيط الأفريقي يعزز بها من علاقات السودان الثنائية، ويقطع بها في الوقت نفسه الطريق على محاولات الإمارات الخبيثة بالانفتاح على دول الجوار الأفريقي للالتفاف على الڤيتو الروسي.

دعم أفورقي:
وكلما توجه البرهان إلى أرتيريا والتقى رئيسها أسياس أفورقي، كلما عاد بروح معنوية مرتفعة تلامس مقلتي الشمس عطفاً على مواقف أفورقي الأخ الذي لم تلده أمٌّ سودانية وإن رضع من ثدي القيم والمبادئ السودانية بوضوح مواقفه الداعمة للسودان منذ اندلاع هذه الحرب الوجودية، ذلك أن الرئيس الأريتري كان أول رؤساء دول الجوار إعلاناً لموقفه بعد مرور أسبوعين فقط من اندلاع الحرب حيث أكد دعم بلاده لقائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان لأنه يمثل المؤسسة السيادية الأولى في البلد وهي الجيش، بل وذهب أفورقي أبعد من ذلك عندما قال إنه كان من يُفترض من الجيش وباعتباره جهة حيادية تمثل الدولة ككل، أن يقود المرحلة الانتقالية من دون الدخول في محاصصات السلطة والثروة حتى يبلغ بالبلد إلى بر الأمان.

نُبل إنساني:
مواقف الرئيس أسياس أفورقي الداعمة للسودان، لم تتوقف عند حدود الإسناد السياسي والأمني بإعلانه صراحة دعمه للقيادة الدولة الحالية برئاسة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة، بل انتقلت هذه المواقف إلى خانة النبل والإنسانية التي سالت مشاعر فياضة وتدفقت كما النيل الهادر، إذ رحب الرئيس الإريتري بالسودانيين الذين فرّوا من ويلات الحرب وتداعياتها القاسية واحتموا بأرتيريا، وأكد الرئيس أفورقي أن حكومة بلاده ونظراً إلى ظروف الحرب القائمة، ألغت جميع الإجراءات المتعلقة بالتأشيرات والتصاريح الضرورية للانتقال عبر الحدود، وزاد: ” أن السودانيين في أريتريا لن يُعتبروا نازحين أو لاجئين، ولن نقيم معسكرات أو مخيمات، بل سنستقبلهم في بيوتنا، ونقتسم معهم الخبز”.

شكراً أرتيريا:
الموقف الإنساني للرئيس الأرتيري أسياس أفورقي يظل محفوراً في وجدان السودان حكومة وشعباً، لذلك لم يكن مستغرباً أن يكون هذا الموقف حاضراً في لسان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة، كلما تحدث عن أرتيريا أو سنحت له الفرصة لزيارة عاصمتها الجميلة مدينة أسمرا، وقد فعلها البرهان بالأمس في حضور الرئيس أسياس أفورقي وقال صريحةً: ” نشكر أريتريا حكومة وشعباً على هذه المواقف النبيلة و الجليلة مما يؤكد معدن وأصالة الشعب الأريتري ووقوفه مع أشقائه في السودان الذي لن ينسى تلك المواقف”. انتهى حديث البرهان، ولكن حديث شعب السودان يؤكد أن هذه المواقف ليست بغريبة على الشعب الأرتيري الذي يرتبط وجدانياً بالشعب السوداني، مودةً، ورحمةً، وتعاطفاً، كالجسد الواحد إذا اشتكى منع عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

تظاهرة عفوية:
ولعل متانة وقوة الوشائج التي تجمع الشعب الأرتيري بالشعب السوداني، تجلَّت بشكل واضح في التظاهرة العفوية التي فاجأت موكب الرئيسين عبد الفتاح البرهان وأسياس أفورقي من أمام القصر الرئاسي في أسمرا، حيث تدافع المواطنون أريتيرين وسودانيين، وتدفقت جموعهم في شوارع العاصمة وهم يلتحمون بموكب الرئيسين، الأمر الذي بعثر أوراق البروتكول، وأربك المراسم، وأحرج الطاقم الأمني المعني بحراسة الرئيسين، حيث رحبت الجماهير بمقدم رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وهم يرددون ( جيشٌ واحد، شعبٌ واحد)، في مشهد أبكى المواطنين الذين ملأوا شوارع أسمرا، محولين إياها إلى حالة من التلاحم الوجداني غير المسبوق.

ما بين أسمرا ونيويورك:
فما أشبه الليلة بالبارحة ، ذلك أن اللوحة الجماهيرية العفوية التي رسمها تمازج وانصهار المواطنين الأرتيريين والسودانيين في شوارع العاصمة أسمرا احتفاءً وترحيباً برئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أعادت إلى الأذهان لوحة مماثلة رسمتها الجالية السودانية في الولايات المتحدة الأمريكية عندما احتشدوا في سبتمبر الماضي أمام مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، لاستقبال البرهان وهم يهتفون ( جيشٌ واحد، شعبٌ واحد)، الأمر الذي دفع رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة إلى كسر البروتكول وتغيير مساره والتوجه إلى الجماهير ومصافحة أعداد كبيرة منها في مشهد أذهل كل المتابعين، وأكد بما لا يدع مجالاً للشك التفاف الشعب السوداني داخل وخارج السودان خلف القوات المسلحة وهى تقود حرب الكرامة الوطنية.

خاتمة مهمة:
على كلٍّ فمن الواضح أنه كلما خرج البرهان في جولة إلى أحدى الدول، عاد أكثر تماسكاً وقوةً وإرادة على المضي قدماً في مسعاه للقضاء على ميليشيا الدعم السريع وأعوانها من العملاء والخونة والمرجفين، وهو مسعى ليس سهلاً كما يعتقد البعض، ونعلم أنه يضيق صدرك بما يقول المرجفون وحتى بعض الداعمين مما يعتري الجيش من بطء في إنفاذ المهمة، فلا تنقبض وامضِ نحو غايات المسيرة القاصدة، وليكن ما تجده من وقفة الجماهير خارج السودان، وما تقابله من إسناد جماهيرك في الداخل، بمثابة رافعة معنوية وطاقة إيجابية تدفع قدماً بقوة المفك والزردية، تحقيقاً لرغبة وأشواق الجماهير الوفية.

Exit mobile version