دكتور محمد يوسف إبراهيم يكتب : زيارة مشبوهة وتهدد امننا القومي

عمدان النور

بعد ساعات فقط من الاضطرابات الأمنية التي شهدتها جوبا عاصمة دولة جنوب السودان ارسلت ابو ظبي وفدا أمنيا كبيرا الي العاصمة جوبا جنوب السودان دولة مستقلة وذات سيادة وطنية وتمتلك الحق الشرعي والقانوني في بناء علاقاتها الخارجية الدبلوماسية مع من تشاء من دول العالم ولا يجوز أو يحق لكائن كان ان يتدخل في شأنها الداخلي
أمن جنوب السودان يرتبط بأمن جمهورية السودان وذلك للارتباط اللصيق بين البلدين المنفصلين حديثا كما وأن ثمة مصالح مشتركة تجمع بين الشعبين الشقيقين وبالتالي تتأثر الدولتين بالمواقف والأحداث التي تقع هنا وهناك كذلك جنوب السودان اقتصاده مرتبط بصورة كبيرة بالسودان خاصة فيما يتعلق بالنفط والمشتقات البترولية وبعد اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل تأثر الاقتصاد الجنوب السوداني بصورة كبيرة جدا وكاد ان ينهار وذلك بسبب توقف ضخ النفظ جراء اعتداءات المليشيات المتمردة على المصفاة وقد شهدت جوبا ارتفاعا غير مسبوقا في سعر الدولار مقابل العملة الوطنية وهذا دليل دامغ على مدى ارتباط البلدين والتأثير الأمني والاقتصادي بينهما والمصير المشترك
خلال الحرب هنالك جماعات مرتزقة من جنوب السودان شاركة في القتال جنبا إلى جنب مع المليشيا المتمردة وتم أسر العديد منهم وعرضهم على أجهزة الإعلام المختلفة مجيئ أولئك المقاتلين يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك بأن الأجهزة الأمنية في دولة جنوب السودان منقسمة تجاه الموقف من الحرب في السودان إضافة إلى المواقف السياسية المتأرجحة من القيادة الجنوب سودانية واتضح ذلك منذ الايام الأولى للحرب وتحرك منظمة الايقاد
صحيح مشروع استهداف السودان الذي تقوده وتتبناه أبوظبي لم يترك احدا من الجوار السوداني إلا وتم استقطابه وكسب وده لتمرير الأجندة في السر والعلن مع الاحتفاظ بالمواقف الإيجابية لبعض الدول الحرة المستقلة كمصر ودولة إريتريا
السودان ظل يحافظ وعلى الدوام على علاقات حسن الجوار مع كافة جيرانه ويرفض المساس بحق الجيرة أو التدخل في الشؤن الداخلية لأي دولة جارة وفي ذات الوقت يراقب الأوضاع عن كثب ويحرس حدوده ويرفض اي تآمر يحاك ضد شعبه خاصة في ظل هذه الأوضاع الأمنية غير الجيدة
حرب السودان تديرها ابو ظبي والسودان قدم الشكوى في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي صراحة باتهام الإمارات في اشعال الحرب ودعم المليشيات المتمردة وقدم الأدلة والبراهين على ذلك وللسودان قضية عادلة يدافع عنها ويطالب إدانة حكام أبو ظبي ومحاكمتهم على جريمة قتل الشعب السوداني
جوبا ليست في منأي من الذي يجري في السودان وان الحرائق المشتعلة الآن قد تشب في عقر دارها إذا ام تعي الدرس
قبل يومين شهدت جوبا خلافات أمنية حادة وصلت إلى درجة إطلاق النار بين الأجهزة الأمنية وفي اليوم التالي مباشرة تحبط طائرة قادمة من أبوظبي بمطار جوبا الدولي تحمل على متنها وفدا رفيعا من أصحاب العقالات وذاتهم أصحاب مشروع حريق السودان هذا الوفد الأمني المشبوه بالتأكيد لديه اجندات متعلقة بالحرب في السودان وعليه لا يهمنا أيا كان الوفد ولكن من واجبنا الحرس والاحتراس وتنبيه جيراننا في جنوب السودان بأن لا يقعوا في الفخ أو يسقطوا في هذا الامتحان المكشوف نعم من حقكم استقبال من تشاءون ولكن اياكم من تمرير اجندات مدفوعة الثمن
السودان قادر على حماية حدوده الجغرافية ولديه المقدرة في حماية امنه القومي وسيادتها الوطنية وبالتالي ينظر إلى هذه الزيارة بالريبة وعدم الارتياح وهذا حق مشروع ابو ظبي لا زالت تكرر المحاولة الفاشلة وتبحث عن منافذ جديدة في كل اتجاه وأرجو ان لا تكون جوبا مطية لهؤلاء الاشرار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى