إثنتا عشر يوما انقضت كما مر السحاب قضيناها بين زملاء فرقتنا الحرب شأننا شأن كل السودانيين الذين تفرقوا ايدى سبأ بين نازح ولاجئ في أرض الله الواسعة بعد ان ضاقت عليهم بلادهم، هذا إلى جانب عدد مقدر من الجالية السودانية بالرياض الذين كانوا يتوافدون الى حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض ضمن فعاليات الجالية في موسمها، صحيح اننا لا نعرفهم جميعا ولكن يكفي ان المكان جمع كل سحنات وثقافات أهل السودان بتلقائية ومن المؤكد انه حفز على التعارف، هذا بخلاف من جمعتهم الصدف، فضلا عن لقاء الأهل، ليس ذلك فحسب بل ان الفعالية حققت شعارها الذي رفعته ( إنسجام عالمي) ذلك اننا التقينا بعدد من الجاليات المختلفة عربية وآسيوية وغربية حرصوا على مداومة حضور ليالي السودان التي جسدت قوميته والمشاركون يعبرون عنه كأفضل ما يكون بين العروض الشعبية التي تحكى تراث وثقافات أهل السودان من زي ورقص شعبي بهر الأجانب قبل السودانين وهو يقدم كل موروثه في بوتقة وانسجام، كذلك معارض تجسد ماضي السودان وحاضره وتعكس أيضا تراثه وتعرف به. ولم يفت على مشرفيه وضع قصاصات توقع عن السودان باي من التعليقات وكم كانت مؤثرة رغم محدودية الكلمات.
اما خشبة المسرح فقد تعاقب عليها عدد من الفنانيين وقد مازوجوا بين الأغنيات العاطفية والوطنية والأخيرة ظلت تلهب مشاعر الحضور وتحرك وجدانهم سيما على ما هم فيه والسودان، وهو نفس حال ايقونة الفعاليات الموسيقار المرهف د. الفاتح حسين. أيضا كانت هناك تظاهرة اقتصادية من خلال متاجر صغيرة للقهوة السودانية والعربية والتركية، والعطور السودانية، والثياب البجاوية وغير ذلك، والمدهش ان غالب المترددين عليها من العرب والأجانب ما يشي بانتشار المنج السودان وختراقه الأفئدة قبل الأجساد.
انتهت الفعاليات مساء الأحد لتنهي أيام طيبات عشناها في رحاب الرياض بين الأهل والصحبة والزملاء الذين اتوا من السودان الحبيب والقاهرة وقطر وكمبالا. قضيناها بين الدردشة الماتعة والنقاشات الجادة وهم البلد يستحوذ عليها نختلف في الرؤى ونجتمع في سودانيتنا بكل خصالها. انهينا عشرة أيام في الرياض ولكتها لم تكن نهاية المطاف فقد اهدانا القائمون على الأمر عمرة، وهناك في مكة وحرمها الفسيح كان هناك إنسجام عالمي من نوع آخر ، انسجام تلاقت فيه الأرواح في حب المصطفى صلى الله عليه وسلم، كما تلاقت الانسام من كل فج عميق في أمر يشعرك بعظمة الخالق وآيات الكون وكل العالم يجتمع في بقعة صالحة.
ذات اللقاءت التي دبرتها الصدفة خلقتها وزارة الإعلام السعودية جمعتنا بزملاء عرب وافارقة وآسيويين في المركز الإعلامي نهار يوم القمة في 11/ نوفمبر، فتعارفنا وبلغنا من خلال نقاشات تلقائية جانبية عن حرب السودان وما يجري وهم لا ينفكون يسألون عن وعن وعن ، وعن متى تنتهى وهنا وقف حمار الشيخ في العقبة.
خالص الشكر والتقدير للملكة حكومة وشعب وقد ظل الأخير يطربنا بترحابه للسودانيين بينهم، والشكر يمتد لوزارة الإعلام السعودية صاحبة الدعوة والمشرف على فعاليات موسم الرياض وتقف خلف مبادرة إدارة الوافدين، وللشباب الذي كان في إستقبال ووداع الوفد بالرياضةومكة ولكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال من الجميع.