شــــــــوكــة حـــــــــوت – ياسر محمد محمود – الأســـــد الأطـــــــرش

تحكى الطرفة أن هناك عازف كمان بارع جدا يستطيع أن يروض الأسود بمقطوعاته التى يعزفها ودخل ذات يوم الغابة وبدأ يعزف على كمانه ولاحظ أثناء عزفه ان هناك مجموعة من القرود (كٓكٓاو وككوهات) تراقبه من على قمم الأشجار وهم يتهامسون ولم يلق بالاً لهذه القرود وظهر له الأسد الأول وعزف له مقطوعة جعلته يهدأ ويرقد تحت ارجله ثم ظهر الأسد الثانى والثالث ثم ظهر له اسداً وهو يزأر ولم يستجب للعزف السحرى أبداً حتى إنقض عليه هذا الأسد وحطم كمانه وقتل العازف الماهر وهنا ضحك القرد الكبير وقال لبقية القرود (أنا ما قلت ليكم الأسد الأطرش بكتلو ليكم)

هل تعلم الحكومة ان السوق اليوم أصبح غابة لغتها القوى يتحكم على الضعيف ولا صوت يعلو فوق صوت السماسمرة وتحول التجار مجتمعون تحولوا الى سماسرة يمتصون دماء الشعب وتحول جميعهم الى فصيلة دراكولا لا يهمهم من الأمر إلا ان يزدادوا ثراءً على ثراءٍ فى الوقت الذى تتحدث فيه قطاعات الشعب ان شريحة التجار والسماسرة لا يخشون من الحكومة الإنتقالية التى عجزت فى فرض هيبة الدولة لحماية المواطن من جشع التجار الذى تجاوز حد الحدود وأصبحوا لا يخشون الحكومة ومارسوا كل الطقوس فى التضييق على المواطن فى ظل عجز الحكومة عن إتخاذ أى خطوة لكبح جماح السوق وجشع التجار.

رئيس الوزراء عبدالله حمدوك يحاول ترويض السوق بعدد من المبادرات وهو يحاكى سياسة عازف الكمان فى ظل رقابة لصيقة من السماسرة الذين يمثلون دور القرود وعندما يعزف حمدوك فإنه قد يستطيع ترويض حالة أو حالتين لكن من المؤكد أن هناك (سمسار أطرش) لا يسمع لمعزوفته وإذا ما أستمر حال السوق كما هو عليه فإنه سيصرع حمدوك بالضربة القاضية وفى مقتل بلا محالة ولحظتها سيضحك سماسرة السوق عليه ويمدون لسان الشماتة على سياساته العرجاء ويقولون فيما بينهم (ما قلنا ليكم الأطرش دا بكتلوا ليكم).

لا يختلف إثنان على ان السماسرة والتجار والإنتهازية الغير واعية قد هزموا سياسية الحكومة الإنتقالية فى السيطرة على السوق وتحول المواطن الى ضحية واصبح فى حيرى من أمره وصار الوضع لا يحتمل على الإطلاق وتعقدت الأمور فى ظل فشل كل السياسات التى اعلنتها الدولة لكبح جماح غول السوق بلا فائدة وكلما جاءت الحكومة بسياسة إقتصادية يتقدم السماسرة على سياسة الحكومة ويضعون خطة بديلة تحبط الإستقرار الإقتصادى وإذا ارادات الحكومة ان تثبت للمواطن انها تستطيع السيطرة على السوق فلتضع لجامها على (خشم) السماسرة لأنهم إستمرأوا الرضاعة فوق اللجام.

التجار والسماسرة اصبح صوتهم يعلو على صوت الحكومة يتحكمون فى الأسعار ولا يعرفون أدنى نوع من مكارم الأخلاق والرجولة والشرف ناهيك عن اخلاقيات التجارة وبهذه الصورة يكون التجار والسماسرة قد تحدوا الدولة واصبحوا حكومة داخل حكومة.

نــــــــــص شــــــــوكــة

لجنة الطوارئ الإقتصادية التى يترأسها حميدتى أثبتت فشلها وفشل سياساتها وأصبح المواطن يسمع ضجيجا ولا يرى طحين بعد أن وافق المواطن على تحرير أسعار المحروقات و (المفروكات) أيضا وتم رفع الدعم عن الخبز كل ذلك والمواطن مازال ينتظر وضع خارطة طريق لعلاج الإقتصاد السودانى الذى أرهق الطبيب والمداويا

ربـــــــع شـــــــوكة

عبدالله حمدوك عليك الله شد حيلك وأدخل السوق وأعرف الحقيقة ولا تعتمد على التقارير الباهتة

Yassir.mahmoud71@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى