متاريس سودانية – جبريل حسن احمد ابراهيم – إنسداد الأفق. (1)

عام 1999 كنت ضمن زمرة من الطلاب الأماجد بجامعة جوبا خلصنا الي جمع تواريخ المناسبات الوطنية مع الوقائع التأريخية التي تم تدوينها علي منهج كتب التاريخ بالمراحل الدراسية الثلاثة حيث اكتشفنا من خلال البحث غياب ثمانية سنوات قبل المهدية واثني عشر عاما بعد قيام الدولة المهدية غائبة دون احداث او لم يتم تدوينها او بطولات وتاريخ لاخرين وكانت المفاجئة فترة حكم الدولة المهدية خمسة عشر عام حكم فيها عبدالله التعايشي ثلاثة عشر عاما اختصرت بصفحتين عنوانها فترة حكم مساوئ ومحاسن عبدالله التعايشي والمفارقة ان الدولة المهدية بزعامة محمد احمد المهدي حكمت عامان فقط شكلت معظم مواد التأريخ
فهل اليوم التاريخ يعيد نفسه وهل يمكننا تزييف التاريخ مرة أخري هل يمكننا انا نعبر فوق ما نسميه أزمة وطنية في ظل غياب التعبير الصادق عن حقيقة ما يعانيه الشعب السوداني هل يمكننا التقدم نحو الهاوية اكثر.
فربما التأريخ يعيد نفسه اليوم زعيم الأنصار الصادق المهدي بضغط سياسي علي مدي عام وعلي مستوي عنق حكومة الثورة يصل الي ما يريد لكن بدون المنصورة مريم التي خطط لها أن تكون واليا علي الخرطوم لمواجهة لجنة ازالة التمكين ضمن صراع مكتوم لحماية حمزة الوصل مع النظام البائد. حيث لا يخفي علي احد معظم او كل الولاة الستة يحملون لقاحات نظام الانقاذ ضمن وفود اتفاقيات السلام او اجسام مدنية او منابر جهوية علي شاكلة المنبر الدارفوري المجتمع الدارفوري او مركز سلام او دراسات . وهو ما يعتبر نصف ما أراده الإمام من مشروع العقد الاجتماعي في هذا المرحلة الانتقالية .
ولكن يظل انتصار الإمام مؤجلا حتي تجلس مريم واليا علي الخرطوم او فراغ كل الولايات الست.
وهي الأزمة في تجلياتها بعدم الإقرار باستفحالها وما ترتب عليها من قرارات غير مدروسة ومحاصصات قميئة تزيد من حالة السيولة السياسية والاحتقان داخل المجتمعات الولائية وزيادة حدة التوترات مما يسهم في شد اطراف المركز وبالتالي تشتيت جهود الدولة فالامثل هو تطبيق النموذج الفيدرالي المركزي الحالي في توزيع السلطات علي ان يكون بالولايات علي مستوي الحاضنة السياسية الولائية وأن يترك لكل ولاية اختيار و اليها بالتوافق. بعيدا عن عقلية المركز وقطع الطريق للشلليات.
تحياتي
جبريل حسن احمد اراهيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى