سعادة وتفاعل كبير، وإشادة منقطعة النظير باتفاق جوبا..
والي جنوب كردفان: الاتفاق بشرى لمواطنينا الصابرين الصامدين..
إمارة كادقلي: نثمن شجاعة البرهان وسلفاكير، وإن بعد العسر يسرا..
الاتفاق تنزل برداً وسلاماً على النازحين واللاجئين قبل المواطنين..
أردول: الخطوة تزيد من مقدار الثقة بيننا والحكومة..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
ضجَّت منصات التواصل الاجتماعي ومجموعات واتساب الخاصة بأبناء جنوب كردفان ـ إقليم جبال النوبة فرحاً، وسالت مشاعر الناس جداول من غبطة وسرور حتى فاضت وتدفقت في الشوارع والحواري في المدن والقرى والفرقان، فقد احتفى الجميع بالاتفاق الذي توصل إليه رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ونظيره الفريق سلفاكير ميارديت بشأن نقل المساعدات الإنسانية إلى ولاية جنوب كردفان عبر مطار جوبا الدولي، ذلك أن المنطقة ظلت شهوراً عددا متأثرة بالحصار المفروض عليها جراء إغلاق الطريق الرئيس الأبيض – الدلنج – كادقلي، الأمر الذي ألقى بظلال سلبية على تدهور الأوضاع المعيشية في ظل ارتفاع جنوني لأسعار المواد الغذائية، مما جعل شبح الجوع والفاقة يهوّم في تخوم ولاية جنوب كردفان- إقليم جبال النوبة ويضرب الكثير من القرى والفرقان.
إعلان رسمي:
ولأكثر من عام ونصف العام ظلت ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة ترزح تحت وطأة التداعيات السلبية للحصار اقتصادياً ومعيشياً الأمر الذي دفع الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال فصيل عبد العزيز الحلو، أن تُعلن رسمياً في 14 أغسطس 2024م المجاعة بالمناطق الواقعة تحت سيطرتها في إقليم جبال النوبة، فيما سكتت الحكومة عن إعلان المجاعة في مناطق سيطرتها، واكتفت بالحديث عن معاناة الناس من ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية جراء الحصار الذي تتسبب فيه وبحسب الحكومة كلٌّ من قوات الحركة الشعبية شمال بإغلاقها الطريق الرئيس في المنطقة الواقعة جنوب مدينة الدلنج على اتجاه كادقلي جنوباً، وميليشيا الدعم السريع الموجودة في المنطقة الواقعة شمال مدينة الدلنج في اتجاه الأبيض شمالاً.
مشاهد مؤلمة:
وتماشياً مع هذه الأوضاع المعيشية الخانقة، حاول المواطنون التعايش وتكييف أنفسهم للتعاطي مع هذا الواقع المرير بالقدر الذي يضمن لهم الاستمرارية في الحياة، حيث تبنى الكثيرون حلولاً واقعية بالاعتماد في غذائهم على أغصان ولحاء بعض الأشجار، إضافة إلى ما تجود به أيادي الأمطار من حشائش وثمار، وقد انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي الكثير من الفيديوهات والصور التي تحكي هذه المشاهد الإنسانية المؤلمة والمترتبة على حالة نقص الغذاء الحاد، حيث لقي الكثير من الأطفال حتفهم بسبب مرض سوء التغذية الذي انتشر في المنطقة كانتشار النار في الهشيم.
بشرى وفتح:
وفي ظل هذه المعاناة، والظروف الإنسانية القاسية، كان من الطبيعي أن يتنزل اتفاق البرهان سلفاكير برداً وسلاماً على المواطنين في ولاية جنوب كردفان، ذلك أن مجرد الاتفاق على آلية لإيصال المساعدات الإنسانية، يعتبر فتحاً كبيراً وأملاً أكبر بإمكانية إنقاذ ألاف الأرواح التي تحتضر وتقترب ساعةً بعد ساعة من حافة الموت، خاصة وسط الأطفال والعجزة والمسنين، هذا فضلاً عن النساء الحوامل، وأثنى والي جنوب كردفان محمد إبراهيم عبد الكريم على هذه الخطوة التي توصل إليها الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، ورئيس دولة جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت، وقال الوالي في إفادته للكرامة من مدينة كادقلي المحاصرة، إن نقل المساعدات الإنسانية لولايته عبر مطار جوبا، يمثل بشرى كبرى وفتحاً عظيماً لشعب جنوب كردفان، ممتدحاً صبر وصمود المواطنين لعام ونصف العام في وجه الحصار الذي فرضته قوات الحركة الشعبية وميليشيا الدعم السريع المتمردتين بقفل كل الطرق المؤدية إلى الولاية، الأمر الذي انعكس سلباً على حياة الناس من الناحية المعيشية والاجتماعية والاقتصادية، وأعرب والي جنوب كردفان إنابةً عن حكومته وشعبه عن شكره وتقديره العميق للسيد رئيس مجلس السيادة، وشقيقه رئيس دولة جنوب السودان، آمِلاً أن يتم تنفيذ الاتفاق في أسرع وقت ممكن حتى يخرج مواطنو ولاية جنوب كردفان من حالة الضنك وشظف العيش، مؤكداً أن حكومته سترعى هذا الاتفاق وتبذل الغالي والنفيس من أجل حمايته وتنفيذه على الأرض.
خطوة شجاعة:
واعتبرت إمارة كادقلي اتفاق البرهان سلفاكير لإيصال المساعدات الإنسانية من مطار جوبا مباشرة إلى ولاية جنوب كردفان بالخطوة الجريئة والشجاعة والتي جاءت في وقتها تماماً، وأعرب دكتور فخر الدين أحمد شداد، وكيل إمارة كادقلي في إفادته للكرامة عن سعادته الكبيرة بهذا الاتفاق الذي وصفه الفرج بعد ضيق، وباليسر بعد عسر، متقدماً بالشكر والامتنان للرئيسين سلفاكير والبرهان، راجياً أن يرى هذا الاتفاق النور في القريب العاجل لينعم به كل مواطني ولاية جنوب كردفان وإقليم جبال النوبة، وأكد دكتور فخر الدين أن أمارة كادقلي التي تحتضن في مودة ورحمة عدد 14 إمارةً من مختلف إمارات قبائل النوبة، ظلت تجتهد مع مختلف هذه المكونات بالتنسيق والتعاون مع حكومة ولاية جنوب كردفان من أجل إيجاد مخرج غذائي ودوائي يخفف من وطأة معاناة المواطنين جراء الحصار، ليأتي هذا الاتفاق ويطوي صفحة سوداء من تأريخ معاناة الإنسان في ولاية جنوب كردفان.
نقطة النهاية:
ولقى اتفاق البرهان سلفاكير ارتياحاً من قبل الناشطين والفاعلين في ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، وقالت الأستاذة راوية كمال عبد الكريم مفوض العون الإنساني السابق بولاية جنوب كردفان في إفادتها للكرامة، إن أهمية الاتفاق تكمن في تأثيراته الإيجابية على تخفيف المعاناة عن كاهل ولايةٍ ظلت محاصرة ويطارد فيها شبح الجوع كل الأسر والعائلات الموجودة والمنتشرة في المدن والقرى والأرياف، هذا فضلاً عن وجود عدد كبير من مراكز إيواء النازحين الذين وفدوا إلى جنوب كردفان من الخرطوم ومن الولايات المتأثرة بالحرب، إضافة إلى عدد كبير من لاجئي دولة جنوب السودان، وتمنت الأستاذة راوية كمال أن يترجم هذا الاتفاق في أسرع وقت ممكن ليضع نقطة في نهاية سطر معاناة الناس من الجوع والفاقة والعوز.
أردول مغرداً:
وأعتبر القيادي بالكتلة الديمقراطية مبارك أردول زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إلى جمهورية جنوب السودان بالمهمة لما اشتملت عليه من قضايا وموضوعات من بينها الاتفاق حول آلية لنقل الإغاثة عبر مطار جوبا الدولي إلى ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة والتي قال إنها ظلت محاصرة ولم تصلها المساعدات الإنسانية منذ اندلاع الحرب، وأوضح أردول في تدوينة له على صفحته على منصة فيسبوك أن هذه الزيارة تساعد على غوث المحتاجين وتستجيب للأوضاع المتدهورة في ولاية جنوب كردفان، وزاد” مثل هذه الخطوات تزيد من مقدار الثقة بيننا والحكومة، نشيد بالرفيق سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان الذي ظل واقفاً بلا شك مع قضايا أهل المنطقتين وجنوب كردفان على وجه الخصوص وعلى مدار تأريخه” وأعرب أردول عن تمنياته أن تتعجل الجهات المعنية بتنفيذ الاتفاق بأسرع ما يمكن، مبيناً أن الأوضاع كلما تأخرت ساعة ازدادت سوءً.
خاتمة مهمة:
على كلٍّ فقد حملت زيارة البرهان إلى جوبا بشريات كبيرة ظل ينتظرها المواطنون في جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة بترقب وانتظار منذ ذهاب اتفاق كباشي – الحلو بشأن إيصال المساعدات الإنسانية أدراج الرياح، ورغم ارتفاع سقف التفاؤلات، إلا أن القلق يظل يساور الجميع، مالم يشقُّ أزيز الطائرات أسماع المواطنين، وتفرح أبصارهم برؤية عجلاتها تلامس وجه الأرض في مطار كادقلي الدولي.