لم يكن مستغربا الدور المصري المهم تجاه الأزمة السودانية ، فهي اول من بادرت وطرحت الحلول المبكرة لهذه الأزمة ، فقد عقدت في يوليو من العام الماضي قمة دول الجوار السوداني في القاهرة برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ولم تتوقف عند ذلك بل اتبعت ذلك بعقد مؤتمر للقوي السياسية والمدنية السودانية في يوليو من هذا العام، مستصحبة هذه الجهود بحراك دبلوماسي واسع منذ بداية الحرب وحتي اليوم.
كانت كافة هذه الجهود لم تحظ باهتمام إقليمي ولا دولي ولكن صدق وصبر الدبلوماسية المصرية تجاه الأزمة في السودان والتي لا تحمل اية اجندات سياسية او اطماع جعلت من المبعوث الامريكي للسودان توم بيرييلو الذي يزور القاهرة حاليا الإقرار بما تقوم به مصر والرئيس السيسي لحل الأزمة السودانية .
ولأهمية هذا الدور جاء المبعوث الي القاهرة بعد قناعته بدور مصر والذي لا يمكن تغافله او تجاهله في عملية ايجاد الحلول وقد اعترف بنفسه بعد ان عمدت بعض الجهات الإقليمية استبعاد مصر وبشتي السبل من جهود الوساطة والبحث عن الحلول -الإ ان نجاح الدبلوماسية المصرية أقنعت واشنطون ومبعوثها أهميتها في كافة التحركات من أجل الوصول الي تسوية للقضية قبل حلول اكتوبر موعد الإنتخابات الأمريكية والسباق نحو البيض الأبيض.
وظللنا نردد وبأعلي الاصوات ان القاهرة ستلعب الدور المحوري في عملية إحلال السلام في الشرق الاوسط عامة وفي السودان على وجه الخصوص ، وجاظت زيارة المبعوث الأمريكي للسودان تعضيدا لتلك الدعوات التي ظللنا نرددها واننا على يقين أن مصر والرئيس السيسي لن تخذلهم ولن تبخل عليهم بفك طلاسم الحلول كما فعلت وتفعل نحو أكثر من 9 ملايين شخص جاءوا إليها من السودان ، اليمن ، سوريا وليبيا ولم تعتبرهم لاجئين كما يفعل الأخرون .
ونجدد من هنا الثوابت التي اطلقناها بانه لا يمكن تجاوز القاهرة في عملية الحلول للقضايا التي تهم الشرق الأوسط كالنجاح الذي حققته في محادثات حماس -اسرائيل فانها بذات القدر قادر على تحقيق النجاح في القضية السودانية ..