الشرطة إحدي مؤسسات بلادنا التي تشكل وحدانية الوجدان السوداني ولها تاريخ عميق الجزور في تراب وطننا الحبيب وظلت راسخة وثابتة لا تتأثر بتغيير رياح السياسية المتقلبة في السودان لكنها تعرضت للاهانة وشيء من الظلم وعدم الإحترام في عهد التغيير او الثورة حتي اصبح الشرطي منهزم اجتماعيا وكأنه اركتب جرما نتيجة اداء مهامه وصار يتغني به سفهاء القوم الذين لايركون اهمية رجل الشرطة في حماية القانون وبسطه وتنفيذه،،
تعرضت الشرطة للاهمال من قيادة الدولة وصار النائب انذاك حميدتي هو المشرف عليها وتعرضت في زمنه لأسوء انواع الإحالات وفقدت تلك الموسسة اكثر من الفين ضابط تدربوا وتاهلوا من مال الشعب الذي كان يستثمر في تدريب وتأهيل أبناء الوطن وكذلك شهدت تلك الفترة عدم استقرار هيئة قيادة الشرطة اذ تولي إدارتها اكثر من خمسة مدراء منذ بداية التغيير وحتي تاريخ اليوم،
ظلت الشرطة تحافظ على تاريخها الناصع المسطر بدماء أبنائها الأوفياء امثال الشهيد الفريق عمر حمودة وحسن سعد والدحيش ومدثر وكثير منهم كان يمثل الاسناد القتالي لقواتنا المسلحة أمثال خضر المبارك (ابوعثمان ) الذي كان حضورا في متحركات كادقلي وكسلا وجوبا وواو وغرب النوير وما من مدينة تعرضت لهجوم او احتلال من التمرد انذاك الا وكان خضر المبارك قائد طوف او متحرك الانقاذ لتلك المدينة حتي صار خبيرا ومعلما يدرس مادة حرب المدن والشوارع وكيفية السيطرة في كليات ومعاهد الشرطة وبقية المعاهد العسكرية وفي المحور الاخر قوات الجمارك التي اصبحت تمثل العمود الفقري للاقتصاد السوداني وصارت الركيزة الأساسية لدعم الاقتصاد في فترة الحرب،،
تحتاج الشرطة لاهتمام بالغ ونكران ذات وتجرد من المشرفين عليها والقائمين علي أمرها ويبدأ الإهتمام بتنفيذ قرار المحكمة العليا بعودة الضباط الذين تم فصلهم ظلما وتنفيذا لامر القضاء مادام الشرطة هي المعنية بأمر تنفيذ أحكام القضاء بل يجب النظر إليها بعين المسؤولية والوطنية المتجردة ومعالجة الافرازات السالبة السابقة التي كشفت عنها تقارير الشرطة في ماجري من تشوهات وخروقات ضاره في مايتعلق بالهوية السودانية حتي صار الرقم الوطني في عهد حميدتي يعرض في صوالين قيادات المجتمع والادارة الاهلية في النيجر وتشاد وأفريقيا الوسطي وظهر ذلك جليا عندما اندلعت الحرب،،تحتاج الشرطة لمجلس استشاري من أبنائها الخلص يخطط الخطط الاستراتيجية ذات الاولوية وكذلك بعيدة المدي لترجع شرطتنا الي مجدها وسمعتها الدولية التي كانت شامة بين شرطة الدول العربية والافريقية،نحتاج ايضا الي عودة ابوطيرة لبسط الامن وتأمين المدن ونحتاج الي عودة السواري لحماية الابواب التي فتحت بالسلاح وتم طرد وتشريد اهلها وهنا اقول:
ياطارق الباب رفقا حين تطرقه
فإنه لم يعد في الدار أصحاب
فهم تفرقوا في دروب الأرض وتشتتوا
كأنه لم يكن في الدار انس واحباب
ارحم يديك فما بالدار من احد
فلا ترجو ردا فأهل الدار قد ماتوا
ولتبقي الرسالة لسعادة الفريق اول الكباشي نائب القائد العام والمشرف علي وزارة الداخلية ومن حسن حظ منتسبي الشرطة ان تقع مسؤوليتهم تحت رعاية الرجل فهو ذو فكر استراتيجي ومعلم سابق في المعاهد العسكرية يدرك اهمية التطوير والتدريب ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ورسالتي له ان يجعل من إهتمامه بالشرطة يتعدي الإهتمام ببقية الملفات خاصة وان بشائر النصر تلوح في سماء السودان وقواتنا المسلحة في مرحلة تلخيص المعركة وتبقي المرحلة المقبلة مرحلة تثبيت اركان الدولة المدنية وازالة تشوهات الحرب التي تحتاج الي بوليس متدرب وتأهل نفسيا لقيادة المرحلة وتنفيذ القوانين واللوائح التي تضبط المجتمع وتصون كرامته وتعزز من تماسكه ونقول لسعادة الكباشي مزيد من الإهتمام بالشرطة، ،،
لاتلفت لتري الرماة
فربما فجع الفؤاد لرؤية الرامينا
ولربما ابصرت خلا خادعا
قد بات يرمي في الخفاء سنينا
ولربما ابصرت قوما صنتهم
يأتوا مع الرامينا والمؤذينا
الشرطة تحتاج لنكران ذات واهتمام ويجب علينا جميعا ان نقف سندا ودعما لشرطتنا الأبية العين الساهرة ونحن نيام مع شكري وتقديري وثنائي لجميع بوليس بلادي