شكراً مصر
لطالما ارتبطت مصر والسودان بعلاقات تاريخية وجغرافية وثقافية عميقة، جعلت من التعاون بينهما ضرورة استراتيجية تتجاوز حدود السياسة لتصل إلى عمق المجتمع والإنسان. وفي ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها السودان خلال معركة الكرامة، برز الدور المصري كأحد أبرز أشكال الدعم الإقليمي، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي سارعت إلى تقديم المساعدات الإنسانية والطبية، مؤكدة وحدة المصير بين الشعبين الشقيقين.
منذ اندلاع الحرب وتمرد مليشيات الدعم السريع الجنجويد الإرهابية، بادرت مصر إلى إرسال المساعدات عبر باخرة أبو سنبل، التي حملت على متنها مواد غذائية وطبية عاجلة، لتكون بمثابة شريان حياة للسودانيين في تلك المرحلة الحرجة. هذا التحرك السريع عكس إدراك القاهرة لخطورة الوضع الإنساني، وحرصها على أن تكون في مقدمة الدول الداعمة للسودان.
وفي خطوة جديدة تعكس عمق التعاون الصحي بين البلدين، دشنت مصر القافلة الطبية النوعية بمدينة بورتسودان – ولاية البحر الأحمر، بمستشفى الأمير عثمان دقنة المرجعي، برعاية وزير الصحة الاتحادي البروفيسور هيثم محمد إبراهيم، ووالي البحر الأحمر الفريق ركن مصطفى محمد نور.
القافلة الطبية النوعية
تضم القافلة نخبة من الأطباء والاستشاريين المصريين في ستة تخصصات دقيقة:
– جراحة التجميل والحروق والشفة الأرنبية
– جراحة المسالك البولية
– جراحة العمود الفقري
– الجراحة العامة
– جراحة الغدة الدرقية
– جراحة الأوعية الدموية
وتستمر فعالياتها حتى 27 ديسمبر 2025، حيث تتوزع الفرق الطبية بين مستشفى الأمير عثمان دقنة ومستشفى هيئة الموانئ البحرية لإجراء الفحوصات والعمليات الجراحية، مع التأكيد على أن جميع الخدمات تقدم مجاناً للمواطنين.
إشادة
أشاد المسؤولون السودانيون بالتنسيق الكبير بين سفارة مصر وحكومة البحر الأحمر ووزارتي الصحة الاتحادية والولائية، مؤكدين أن مصر كانت من أوائل الدول التي قدمت الدعم خلال الحرب، سواء عبر إرسال المساعدات الطبية أو توفير الأدوية. كما أشاروا إلى تجربة مصر الناجحة في القضاء على فيروس “سي”، معتبرينها نموذجاً يحتذى به في تطوير القطاع الصحي.
دلالات الدعم المصري
– تأكيد وحدة المصير: الدعم المصري يعكس إدراكاً عميقاً بأن أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والمنطقة.
– تعزيز التعاون الصحي: القافلة الطبية النوعية تمثل نقلة نوعية في مجال توطين العلاج داخل السودان، وتخفيف معاناة المرضى الذين كانوا يضطرون للسفر للعلاج بالخارج.
– رسالة تضامن إنساني: الخدمات المجانية التي تقدمها القافلة تعكس البعد الإنساني للدور المصري، بعيداً عن أي حسابات سياسية.
كلمة شكر
شكراً لسفير جمهورية مصر العربية بالسودان السفير هاني صلاح.
وشكراً للمستشار بيتر.
على مجهوداتكم تجاه المرضى السودانيين
آخر القول
إن الدور المصري تجاه السودان في معركة الكرامة ليس مجرد دعم عابر، بل هو امتداد طبيعي لعلاقات تاريخية واستراتيجية بين بلدين يجمعهما النيل والمصير المشترك. ومن خلال إرسال المساعدات الإنسانية والطبية، وصولاً إلى القافلة الطبية النوعية في بورتسودان، تؤكد مصر أنها ستظل سنداً للسودان حتى يتجاوز أزمته الراهنة، وأن التعاون بين الشعبين سيبقى نموذجاً للتكامل العربي والإفريقي، خاصة وأن الأمن المشترك يمثل أحد أهم المصالح الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والسودان.
كسرة
مصر يا أخت بلادي
أغداً ألقاك

