الحرب الجديدة في السودان… كيف واجهها الفريق “البرهان” ….؟!

الخرطوم : الحاكم نيوز

دخلت الحرب في السودان مراحل جديدة بعد فشل الهدف الأساسي من قيامها والأهداف الأخري التي جاءت تباعا والتي في مجملها كانت تسعي الي تفكيك القوات المسلحة السودانية والتي اتهمت زورا وبهتانا بانها حرب ضد الفلول وضد جيش الكيزان .

وعندما التف الشعب حول جيش الكيزان المزعوم رغم ان القوات المسلحة تحارب مجموعة تمردت عليها بعد ان سمحت لها التمدد والتوغل في جسد الجيش حفاظا من القوات المسلحة الحفاظ على وحدة وتماسك الجبهة الوطنية الداخلية .

والفريق الركن اول عبد الفتاح البرهان الذي تم اختياره من وسط جموع اعتصام القيادة لادارة الفترة الإنتقالية لم يقدم نفسه لهذا المنصب ولكن ايمانه بثورة التغيير التي حدثت وافق على مضض ان يقود القوات المسلحة في تلك الفترة العصيبة ووصل الي توافق مع كافة قوي الثورة بمن فيهم قيادة مليشيا الدعم السريع بل اوكلت لها مهام مهمة في مفاصل الدولة السودانية .

وللتاريخ كان الفريق البرهان الذي يؤمن بقومية القوات المسلحة وأهمية الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية سعي خلال الفترة الماضية الي بناء المؤسسة العسكرية التي يمكنها ان تحافظ على السودان وعلى أمنه القومي وكان أكثر زهدا في الحكم ويريد أن يسلم مقاليد السلطة الي حكومة مدنية منتخبة لكنه شعر حينها أن القوي السياسية لم تكن على قلب رجل واحد خاصة في ظل حالة الإلتفاف الدولي حول القوي السياسية وسعي العديد من الدول ذات الأطماع والتي تريد أن تحصل على حصتها في السودان وبأي ثمن ولكن حمكة ودهاء البرهان أفشل كل المحاولات المستميتة التي سعت لها بعض البلدان فاختفي بعض منها من المشهد بعد وصولها الي قناعة ان اهدافها لا سبيل لتحقيقها في ظل قيادة البرهان للبلاد بينما واصلت الأخري مساعيها بطرق ملتوية وجاءت برئيس بعثة الامم المتحدة فولكر بريتس الذي حاد عن الطريق وسلك طريقا قاده في نهاية المطاف الي إبعاده .

والدهاء الذي اتبعه الفريق البرهان في إدارة حرب 15 ابريل افشل المخطط تماما من خلال التكتيك العسكري المحكم خاصة وانها كانت حرب غير متوازنة في الإمكانيات والعتاد الحربي .

وما واجهه الفريق البرهان في هذه الحرب – اذا واجهه أي جيش ٱخر لتمت ابادته عن بكرة أبيه – اذا اعدنا الشريط وحجم المخطط وما تم توفيره من عتاد حربي وعسكري للطرف الذي تمرد على الجيش .

وقد تحمل البرهان في هذه الحرب حربا نفسيا أقوي من الحرب العسكرية ولكن خبرته وحنكته لم ينحني ظهره لهذه العاصفة التي استهدفت القوات المسلحة وقيادته للجيش . وقد ازدادت هذه الحملة في الفترة الأخيرة بصورة اكثر دهاءا اتهم فيها ببيع بعض المدن وتسليمها تسليم مفتاح للدعم السريع بل ذهب الأمر الي فبركة اعتقاله واصبح رهن الإقامة الجبرية في مكان اقامته لكن دحض هذه الشائعة بيان بالعمل عند زيارته الي ام درمان أمس الأربعاء وتحدث حديث القائد الواثق في نفسه وأكثر ثقة في قواته المسلحة ولم يستسلم لرياح ما أطلق من شائعات وان القوات المسلحة نفسها تعي ان اية تغييرات في هذه المرحلة الي حالة من الأنهزام المعنوي والإنهزام العسكري واستجابت للشائعات ولكنها تدرك أهمية التماسك ؤقناعتها بأن النصر ساعة .

نعم هنالك حالة احباط وسط كثير من مناصري القوات المسلحة ولكنهم يعلمون وفي دواخلهم قناعة بان الحرب كر وفر وان الهزيمة في ميدان محدد لا يعني ضعفها وقلة امكانياتها وانما هو واقع يحدث في ميادين القتال وان التعامل معه هو مزيدا من الالتفاف حول قيادته رغم حالة المعاناة التي يعيشها المواطن ويعيشها افراد القوات المسلحة لانهم من رحم هذا الشعب .

والفريق البرهان الذي تجده مبتسما في احلك الظروف يدرك تماما حجم هذه المؤامرة ويعرف ابعادها قصيرة المدي وطويلة المدي التي تم رسمها وهي تفكيك القوات المسلحة واضعافها وانه لن يحيد عن الدفاع عن تماسكها فكانت رسائله في ام درمان المتعددة واضحة وصريحة فهي رسائل ذات مضامين مهمة أطلقها في وقتها المناسب عبر نظرته العميقة وتفكيره الاستراتيجي الذي مكنه من ادارة هذه الحرب بهذا الذكاء والذي يحتاج دعمه ومساندته من قبل المواطنين والالتفاف حول الجيش .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى