بكري المدني يكتب : المرأة القيادية شذى الشريف -انت الوطن!!

**

بقلم بكري المدنى

أجرت الزميلة الأستاذة نجود حبيب في التلفزيون القومى حلقة استثنائية تحت اسم المرأة القيادية من برنامجها انت الوطن مع الدكتورة شذى عثمان عمر الشريف حول وقع حرب مليشيا الدعم السريع على المرأة السودانية – تجربة دكتورة شذى الشريف نموذجا

تميز اللقاء مع الدكتورة شذى الشريف يجي للظروف الكبيرة التي تعرضت لها أثناء الحرب والتى تغلبت عليها إذ قادت كبرى بنات الشريف أسرتها الصغيرة والأطراف المتصلة بها في رحلة الخروج الأولى من الخرطوم للجزيرة تحت زخات الرصاص المنهمر في حي بري بالخرطوم وحتى بوابة سوبا حين انتشرت مليشيا الدعم السريع بشكل كبير تروع الساكنين والعابرين

نجحت الدكتورة شذى الشريف في رحلتها الأولى حيث آمنت أسرتها في مدينة ود مدنى ولكن سرعان ما تغير الحال بإجتياح المليشيا للمدينة لتقوم الدكتورة شذى الشريف برحلة أخرى تأخذ فيها أسرتها بمن فيها والدها المريض الراحل عثمان الشريف الى ود النور بلدة الشريف جنوبي الجزيرة ولكن لم تمر أيام واذا بالأوباش يدخلون بلدة ود النور فكان القرار الصعب بأن تخرج الدكتورة شذى بالأخوات فقط من ولاية الجزيرة كلها والتى أصبحت خطرا على البنات وكان القرار يعني أن تخرج شذى بالبنات وتترك كبار السن وفي مقدمتهم الراحل عثمان الشريف صاحب القرار الأول والأخير

لم يكن الخروج من الجزيرة مثل الخروج من الخرطوم ولا شبيها بالخروج من مدني الى ود النور وانما كان أشبه بمحاولة النفاذ من دائرة مشتعلة بالنار فما كانت الدكتورة شذى تصل اي نقطة من محيط الدائرة المشتعلة حتى تعود للوسط بحثا عن منفذ اخر

كانت رحلة طويلة وشاقة أغلبها سيرا على الاقدام وبعضها على عربات الكارو وطرحت فكرة استخدام المراكب لعبور النيل الازرق ولكن تمت المراجعة بقرار العودة للمناقل واتخاذ طريق آخر

بعد أيام من السير على الأقدام وجدت الدكتورة شذى الشريف سبيلا لإخراج اخواتها من الجزيرة إلى سنار فالقضارف واخيرا نهر النيل ولكن –

لكن اخيرا لا تعني آخر المطاف اذ كان يتعين على الدكتورة شذى الشريف أن تعود ذات الطريق من اولها لتقف على مشارف حنتوب لإجلاء والدها عثمان الشريف مع الكبار من أفراد الأسرة وقد نجحت هذه العملية المعقدة ايضا بإرادة ابنة ابيها وكل فتاة بأبيها ممتلئة

قدر الله أن يقبض روح الشريف عثمان عمر في ولاية القضارف التى انتهت أيامه فيها وكان كثير من المعارف والأصدقاء يظن أنها ايضا نهاية الدكتورة شذى لتعلقها الكبير بوالدها الراحل ولكن في فاصلة مهمة نهضت من بين الأحزان تواصل المسيرة -مسيرة المرأة القيادية -المراة التى استحقت أن تقول لها نجود *(انت الوطن)*!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى