
حالة من الشد والجذب تنتاب كل أسرة سودانية بدأت هذه الأيام مع اقتراب موعد عيد الأضحية المبارك بسبب خروف العيد ومعظم حالات الشد والجذب انتهت بالطلاق وخراب البيوت والدخول الي السجن
وتظهر هذه المناكفات الأسرية كل عام بين الزوج والزوجة عندما يقترب غرة شهر ذي الحجة وحينها تبدأ أعصاب رب الأسرة في التوتر والهواجس وينشغل بالتفكير الدائم في كيفية الحصول وبأي وسيلة علي خروف العيد سواء عن طريق التسليف او السداد بعد فترة العطلة العيدية
وأصدقكم القول حكي لي صديق عزيز بأن هناك مدينة تتوسط البلاد يشتهر مواطنيها بالبيع الأجل تقوم بتشييك المحتاجين للاضحية فيقوم رب الأسرة بكتابة الشيك أو الايصال المالي لمدة تتراوح مابين شهر الي 3 أشهر
وتباع له سلعة السكر ثم يملصه في السوق للحصول على الكاش ومن ثم يذهب إلى سوق المواشي لشراء خروف العيد ويذهب به الي أبنائه وزوجته املأ في أن يدخل الفرح والسرور في قلوبهم فيحتفلون بأن بابا اشتري الخروف
كل هذا الخراب والدمار الأسري
اخوتي يحصل بسبب خروف الأضحية التي أصبحت عند معظم الزوجات والأطفال فرض عين على كل زوج لازم تصرف عشان تأتي بالكبش
وبالرغم من تنبيه أئمة المساجد المستمر في كل صلاة عيد علي وجوبها علي الأغنياء دون الفقراء ولكن العادات والتقاليد السودانية والوجاهات ونظرة الأطفال والزوجة لخروف الأضحية خرجت الأضحية من معناها التعبدي الي مناحي أخري لا علاقة لها بالدين والعبادة
يختلف العلماء في وجوب الأضحية مثلها ومثل صلاة التراويح وهناك من يري أنها لا تجب وان النبي صلى الله عليه وسلم قد ضحي لأمته الحاضرة والتي من بعده بكبشين املحين فقال ( هذا لي والآخر لامتي ) بمعني أن الجميع قد ضحي عنه النبي صلى الله عليه وسلم الي يوم الدين
تشهد أسواق المواشي ارتفاع جنوني لأسعار الخراف هذه الأيام وأصحاب المواشي يعللون بأن أسباب الارتفاع فتح حكومة حمدوك تصدير المواشي علي مصراعيه لكل الدول العربية مما يضع الأسر السودانية لأداء هذه الفريضة هذه الأيام في محك حقيقي